| كتب - إلياس توما - (إيلاف) |
أظهرت دراسة قام بها باحثون من مركز الدراسات النظرية التابع لجامعة تشارلز في براغ ومن أكاديمية العلوم التشيكية أجريت على 40 ثنائيا من ذوي الميول الجنسية المثلية و40 آخرين عاديين أي من ذوي الميول الجنسية المتباينة أي رجل وامرأة بان التصور السائد حول المواصفات النسائية لدى الرجال المثليين جنسيا يؤدي إلى أحكام خاطئة في المجتمع رغم أن البحث قد اثبت بالفعل أن شكل الوجه لدى الصنفين يختلف بشكل بارز في بعض الجوانب الخاصة.
وأشارت الدراسة التي تم فيها اعتماد طريقة قياس الأشكال الهندسية ونشرت في المجلة الرسمية للأكاديمية الدولية للأبحاث الجنسية إلى ان الرجال من المثليين جنسيا لديهم وجوه أوسع واقصر نسبيا وأنوف أصغر وأقصر أما الفك السفلي فيكون في الأغلب قويا ودائري الشكل. وتقول الباحثة التشيكية ياروسلافا فالينتوفا التي تبحث موضوع الميول الجنسية منذ سنوات والتي قادت الفريق الباحث بان بعض مواصفات الوجه للرجال المثليين حقيقة تبدو كالمواصفات النسائية غير أن بعض المواصفات الأخرى هي نمطية تماما كالرجال العاديين وبالتالي فان المواصفات النسائية النمطية عند المثليين جنسيا من الرجال لم يتم تأكيدها كما تورد ذلك أبحاث عالمية أخرى أجريت في هذا المجال.
وأضافت أن ذلك يعني أن المثليين جنسيا من الرجال يجمعون بين المواصفات الرجالية والنسائية ولا يمكن على أساس هذه الدراسة القول بان التصور السائد بشكل تقليدي لدى الناس حول هذه المسألة يعمل بشكل ناجح أي لا تسري المقولة التي تقول بان الرجل المثلي جنسيا = رجل (...) بل أظهرت الدراسة وعلى خلاف ذلك بان هذا الأمر ليس حتميا كما انه ليس كل رجل له مواصفات نسائية هو بالضرورة مثلي جنسيا.
وأوضحت أن الباحثين الذين استخدموا صور الأشخاص الثمانين عرضوا على بعض الشخصيات المستقلة تقييم بعض الصور المختارة ثم سألوهم عن التوجهات أو الميول الجنسية لآراء أصحاب الصور وقد تبين أن هؤلاء الناس المستقلين لم يتمكنوا من التعرف على الميول الجنسية للأشخاص في الصور.
وأشارت إلى أنه على الرغم مما أكدته الدراسة بأنه توجد اختلافات وفروق أساسية في الوجوه بين المثليين جنسيا وبين الناس العاديين فان هذا الأمر لا يؤدي إلى التعرف على الميول الجنسية للشخص من النظرة الأولى معتبرة أن البعض يمكن التعرف عليه ولكن البعض الآخر لا يمكن أبدا التعرف على ميوله بهذا الشكل. ورأت أن الأمر الأكثر أهمية الذي يتوجب الا يفهم من الدراسة هو انه يتوجب بالضرورة معرفة طبيعة الشخص من خلال مواصفات وجهه. واعتبرت أن الدراسة تعتبر استكمالا لأبحاث نظرية وتجريبية عالمية في هذا المجال واستندت إلى الكثير من المعارف التي تم التوصل إليها سابقا عن الفروق بين المثليين جنسيا وغير المثليين.