تشيك: القرعة كانت رحيمة بسلوفاكيا

رغم بقاء ما يقرب من ثلاثة أعوام على انطلاق كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، إلا أن معدلات الإثارة تزيد والفضل يرجع لما أسفرت عنه القرعة التمهيدية التي احتضنتها ريو دي جانيرو في 30 يوليو/تموز. ولا شك أن الأمر ينطبق على سلوفاكيا إذ لا يزال الجمهور هناك يتغنى بانجازات المنتخب الأول الذي نجح في الإطاحة بمنتخبي التشيك وبولندا ليتبوأ صدارة مجموعته في التصفيات وينتزع تذكرة الصعود إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010 لأول مرة في تاريخ البلاد منذ استقلالها في 1993.

ويعد ماريك تشيك نجم نادي ويست بروميتش ألبيون أحد العناصر التي شاركت في مغامرة جنوب أفريقيا والتي استطاع فيها منتخب سلوفاكيا إلحاق الهزيمة بالمنتخب الإيطالي بطل العالم 2006 بنتيجة 3-2 في المجموعة السادسة قبل أن يودع البطولة من دور الستة عشر على يد منتخب هولندا الذي خاض المباراة النهائية. لذا فليس هناك أفضل من تشيك ليحدثنا عن الجو العام في معسكر منتخب سلوفاكيا بعد أن أوقعته القرعة برفقة منتخبات اليونان والبوسنة والهرسك وليتوانيا ولاتفيا وليشتنشتاين في المجموعة السابعة في الطريق إلى البرازيل 2014.

ففي حديثه مع موقع FIFA.com يقول اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً "أعتقد أن القرعة كانت رحيمة بنا تماماً. إذا نظرنا إلى فرق التصنيف الأول، فإنه كان يمكن أن نصطدم بأسبانيا أو البرتغال، لكننا وقعنا مع اليونان، ولا يقلل هذا من شأن المنتخب اليوناني، لكن لو كان بيد أي شخص اختيار فريق من التصنيف الأول لاختار اليونان. ومع ذلك، فقد فاز الفريق ببطولة أوروبا 2004 في البرتغال كما أنه يتمتع بخبرة كبيرة في خوض المواجهات الصعبة."

فهل يعني هذا أن اللاعب الموهوب القادر على اللعب كجناح أيسر أو وسط مدافع يشعر أن منتخب بلاده قادر على تكرار إنجاز الوصول إلى نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010؟ يجيب اللاعب الذي خاض 45 مباراة دولية قائلا "نعم، لدينا فريق جيد وجهاز فني رائع يجعلنا قادرين على القتال لانتزاع تذكرة الذهاب إلى البرازيل، مبارياتنا الأولى ستكون هي الأهم وبالأخص مواجهاتنا ضد منافسينا على التأهل، وإذا تمكنت أنا من المحافظة على لياقتي وكنت قادراً على العطاء، فإنني أتمنى أن أحظى بشرف المشاركة في كأس العالم في البرازيل - فكرة القدم بمثابة عقيدة هناك." وعن منتخب بلاده يقول تشيك "سلوفاكيا بلد صغير لذا فإن كل لاعب بالفريق القومي يمثل عنصراً هاماً، نحن نتمتع بتوازن جيد بدون نجوم أو لاعبين كبار،" وهو يقول ذلك رغم أن الفريق يضم نجم ليفربول مارتن سكرتل ولاعب نابولي ماريك هامسيك.

ويواصل اللاعب حديثه قائلاً "فريقنا شاب ويتمتع بسلوك طيب، كما أن لدينا لاعبين رائعين يدافعون عن ألوان فرق كبرى في دوريات كبيرة، إن مستوى الدوري السلوفاكي في ازدياد، كما أن نجاح حملة تصفيات كأس العالم الماضية جاء نتيجة للروح التي تحلى بها الفريق ولذا فأنا أتمنى أن نواصل التمسك بهذه الروح فهي صفة هامة جداً."

وتدعم هذه الروح منتخب شرق أوروبا في حملته نحو الصعود إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFA. حيث يحتل الفريق المركز الثالث في مجموعته متساويا في رصيد النقاط مع منتخبي أيرلندا وروسيا، ومن المقرر أن يحل أبناء المدير الفني فلاديمير فايس ضيوفاً على منتخب أيرلندا في 2 سبتمبر/أيلول قبل أن يستضيفوا منتخب روسيا في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ويقول تشيك بحذر واضح "نحن نتوقع مواجهات صعبة، ونركز في الوقت الحالي على مباراة أيرلندا وإذا حققنا الفوز سنكون قد قطعنا خطوة كبيرة نحو احتلال صدارة المجموعة والتأهل إلى نهائيات 2012، ثم يتبقى لنا بعد ذلك مباراتان على أرضنا: الأولى ضد أرمينيا، وهي بالطبع لن تكون سهلة، ثم بعد ذلك نستضيف روسيا، ما زالت هناك نقاط كثيرة نلعب من أجل جمعها."
ويدافع تشيك في الوقت الحالي عن ألوان فريق ويست بروميتش ألبيون، إلا أنه خارج اهتمامات المدير الفني روي هودجسون منذ توليه قيادة الفريق في فبراير/شباط 2011، فكيف يرى تشيك الذي سبق له تمثيل أندية براتيسلافا وسبارتا براج واف سي بورتو مستقبله مع الفريق؟ يجيب اللاعب الذي انضم لصفوف الباجيز قبل حملة 2008/2009 قائلاً "ليس هناك لاعب يسعد بالجلوس على مقعد البدلاء، وأنا كذلك. عقدي مع الفريق يمتد لعام آخر وإذا سنحت لي فرصة مناسبة للإنتقال إلى فريق آخر خلال هذه الفترة، سأفعل، وإلا سأسلك سلوك المحترفين وأحارب بشدة لحجز مكان في التشكيل الأساسي."
ويواصل تشيك الذي يتباهى بالفوز بلقب الدوري في سلوفاكيا والتشيك والبرتغال حديثه قائلاً "لقد جئت من سلوفاكيا من أحد أصغر الدوريات إلى إنجلترا حيث أكبر البطولات، وكل دوري لعبت به أضاف لي الكثير كلاعب كرة محترف؛ ففي بورتو لعبنا كرة قدم ممتعة هجومية وتكتيكية في الوقت ذاته، كما خضنا غمار البطولات الكبرى وكنا نفوز دائماً، والأمر ذاته ينطبق على إنتر براتيسلافا وسبارتا براج أيضاً، أما مسيرتي في ويست بروميتش فهي حقاً تجربة مختلفة وجيدة على المستويين الشخصي والمهني."
وفي النهاية، ما الذي يأمل اللاعب الأعسر الموهوب تحقيقه خلال الفترة المتبقية من مسيرته الكروية؟ يجيب تشيك في ختام حديثه قائلاً "أتمنى أن أخوض كأس الأمم الأوروبية 2012 وكأس العالم 2014 وأن أنتقل إلى صفوف فريق طموح في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى، كما أنني أتمنى الفوز بلقب أحد الدوريات!"