حقق رئيس بلدية بريسوف -وهي عاصمة محلية في شرق سلوفاكيا- طلب سكان منازل تقطنها عائلة واحدة بإنشاء جدار لحمايتهم من الأنشطة الإجرامية التي يرتكبها الجناة الصغار في منطقة المباني السكنية "ستارا تيهيلنا" التي شيدتها مدينة بريسوف منذ عشر سنوات.
ونفذ رئيس البلدية بافيل هاجياري طلبهم قبل بضعة أشهر فقط من انتخابات محلية من المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال هاجياري مبررا تشييد الجدار الذي يبلغ ارتفاعه مترين وبطول ثمانية أمتار وانتقدته على الفور منظمات غير حكومية، إنه "ليس جدارا ضد (غجر) الروما بقدر ما هو جدار ضد التخريب والجرائم الصغيرة".
وشيدت سلطات بريسوف "ستارا تيهيلنا" -التي تعني "مصنع الطوب القديم"- لتسكين العائلات المتعثرة التي تم إخلاؤها من منازلها بعد تراكم الديون عليها بسبب عدم دفع الإيجار.
وتحولت المباني السكنية بصورة تدريجية إلى حي لطائفة غجر الروما يقطنها 2300 شخص, ويعيش ما يصل إلى 15 شخصا في كل وحدة من وحدات الإسكان البالغ عددها 176, وتبلغ مساحتها بين 40 و50 مترا مربعا.
مجمعات معزولة
وهؤلاء السكان هم جزء من بين 400 ألف شخص من الروما يعيشون في سلوفاكيا. ويعيش نصفهم في مجمعات سكنية معزولة في ظروف معيشية سيئة تذكّر بالبلدان النامية.
ويقضي الأطفال أوقاتهم خارج المنزل حتى في ظل الظروف الجوية السيئة. ولا توجد وظيفة دائمة لأي شخص تقريبا ممن يعيشون في مجمع الشقق السكنية.
وقال العامل في المجال الاجتماعي مايكل بيتروف إن سكان هذه المناطق غير مؤهلين أبدا كي يتسنى لهم إيجاد عمل حتى إذا رغبوا في الحصول على وظيفة, لذا فإن معظم الأطفال الذين يترعرعون في هذه المجمعات السكنية لا يتعلمون من آبائهم العادة البسيطة في الاستيقاظ كل صباح والذهاب إلى أعمالهم, كما أن حضورهم للمدارس غير منتظم تماما.
والأمر المشترك في هذه المجمعات السكنية هو مشكلات المخدرات والخمور بين البالغين والأطفال على حد سواء, بالإضافة إلى زيارات الشرطة الدائمة التي يتم استدعاؤها للتحقيق في جرائم التعدي على الممتلكات والمشاجرات التي تخرج عن نطاق السيطرة.
معاقبة القصر
وعادة يتورط الأطفال في عمليات السرقة التي يمكن تفسيرها. ويقضي القانون السلوفاكي بعدم معاقبة القُصر الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما, ولا تتم مساءلة آبائهم عنهم.
وقال محرر في صحيفة "بريسوفسكي كورزار" اليومية المحلية مايكل فرانك الذي تابع قصة "ستارا تيهيلنا" منذ نشأتها ويتعاطف مع أصحاب المساكن المحبطين، إن الشرطة تسجل الجرائم فقط وتضيف الوثائق إلى الملف ولا يحدث شيء آخر, ويشعر سكان المنطقة بالخوف من الأطفال والشباب الذين يعيشون هناك نظرا لارتفاع معدل الجريمة.
وقال المتقاعد عن العمل فرانتيسيك كوبيكا "إنهم يدمرون كل شيء، فهم لا يسرقون الفاكهة وحسب بل إنهم يقطعون الفرع بأكمله من شجرة الفاكهة".
وأضاف كوبيكا إن المرء لا يشعر بالأمان في منزله حتى في وضح النهار، ربما تجد فجأة اثنين من الشباب اليافعين يقفان أمامك, وتساءل "كيف يفترض لشخص مسن أن يدافع عن نفسه؟".
المصدر: دي بي آي
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/12C3C2A1-EE67-4A6C-8545-4D621B0E60B4.htm