لم يكن يتوقع بعض اللصوص في تشيكيا أنهم سيصبحون فجأة نجوم شبكة الإنترنت، من دون أن يكونوا راغبين في ذلك طبعا. فقبل فترة تمكّن هؤلاء من سرقة الكمبيوتر الشخصي لأحد المولعين باستخدامه ويدعى لوكاش ك، لكن فرحتهم بذلك لم تدم طويلا.
فردّة فعل ذلك الفتى المشاغب جاءت مفاجئة وسريعة، حيث استخدم مهاراته الفائقة في علم الكمبيوتر وبدأ يتعقب حركة جهازه المسروق من خلال برنامج سري كان قد أدخله في الجهاز عند شرائه، يسمح بمراقبة كل ما يصدر عن الجهاز حتى لو كان بعيدا عنه.
الخطوة التالية والمثيرة للخلاف التي قام بها لوكاش، كانت بتأسيس مدوّنة خاصة على شبكة الانترنت، حيث كان ينشر فيها معلومات بخصوص جهازه بالاضافة للأشخاص الذين اعتقد أنهم سرقوه. وقد فعل ذلك مستلهما تجربة مماثلة كانت قد حصلت في السابق في أميركا.
رؤية السارقين.. وخرق القانون
وذهب الأمر الى أبعد من ذلك، حيث تمكّن الفتى من تشغيل الكاميرا الموجودة في أعلى شاشة الكمبيوتر، وهو ما ساعده على رؤية الأشخاص الذين كانوا يستخدمونه، وماذا كانوا يكتبون، والمواقع المختلفة التي كانوا يزورونها عبر شبكة الانترنت. فأصبح ينشر كل يوم تعليقا طريفا على الأعمال التي يقوم بها هؤلاء: «اليوم قام الشخص الثالث بزيارة المواقع الإباحية بشكل مكثّف. يجب على القائمين على صناعة الأفلام الإباحية أن يمنحوه جائزة».
وبمجرّد حصوله على صور هؤلاء الأشخاص، قام لوكاش بنشرها على مدوّنته متعمّدا إحراجهم، لكن من دون أن يعلم أنه يخرق بذلك سلسلة من القوانين الخاصة بحماية الفرد والمعلومات وما شابه. وعندما أدرك أن الأمر بات يتجاوز حدود القانون، طلب من أي محام قد يكون اطّلع على مدوّنته أن يرسل إليه بعض النصائح حول كيفية نشر المعلومات، مصرّا في الوقت نفسه على حقّه بتعرية كل من ساهم في سرقة جاهزه.
امرأة بريئة
وحسب المعلومات التي كان ينشرها لوكاش في مدوّنته، فإن عدد الأشخاص الذين تناوبوا على استخدام جهازه خلال فترة قصيرة قد بلغ أربعة، حيث وصل في نهاية المطاف إلى يد امرأة «بريئة» كانت قد اشترته بشكل اعتيادي من شخص تعرفه.
وهنا أصبح الأمر محرجا بالنسبة للوكاش، حيث قامت المرأة بتسليم الجهاز للشرطة بمجرد علمها بنشر صورها على شبكة الانترنت، مؤكدة أنها أيضا ضحية عمل جنائي لا حول لها فيه ولا قوة، وطلبت من الشرطة إجبار الفتى المذكور على سحب كل صورها من الشبكة العنكبوتية، مؤكدة أنها سترفع ضده شكوى جنائية.
متى يخرج الأمر عن السيطرة؟
العمل الذي قام به لوكاش بدأ كردة فعل عادية قد يقوم بها كل شخص يتعرض لسرقة مماثلة. الا أن الأمر خرج عن السيطرة عندما أصبح حديث الساعة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما، ثم بدأت وسائل الاعلام الرسمية تهتم به أيضا. وهنا بات لوكاش يشعر بالقلق من المدى الذي قد تصل اليه ردة فعله، خصوصا أنه كان في تلك اللحظة قد نشر صور الأشخاص الذين يستعملون جهازه، بعضهم في مواقع فريدة حقا، وآخرون أثناء نومهم وهم ينظرون الى شاشة الكمبيوتر، دون أن يدركوا أن الكاميرا المركّزة في أعلاها ترصد ما يفعلونه لحظة بلحظة.
ولم تكن عين القوى الأمنية نائمة أبدا، بل كانت ترصد الطرفين معا: أي ما يقوم به لوكاش، والأشخاص الآخرون الذين يعتقد بأنهم إما سرقوا أو الجهاز اشتروه بشكل غير مشروع.
وبات من المهم في الوقت الحاضر انتظار ردّة الفعل من الطرف الآخر، حيث كان متوقعا أن يتعرف أحد رواد شبكة الانترنت على بعض الصور التي كان لوكاش ينشرها تباعا، ويقوم بابلاغ الشخص المعني بذلك.
وبالفعل، فقد كانت أول ردة فعل من قبل الشخص الذي كان يزور المواقع الإباحية، حيث تبيّن أنه اشترى الجهاز بحوالي 650 دولارا من شخص آخر، ولا علاقة له بالسرقة بأي شكل من الأشكال. وأفادت عائلته في تصريح صحفي لاحق، بأنها تفكر برفع دعوة قضائية ضد لوكاش بسبب قيامه بالتنصت والرصد غير الشرعي ضد ابنها، وكذلك بسبب تشويه صورته أمام الرأي العام.
معضلة أمام القانون
ويبدو أن تفاصيل هذه القصة المثيرة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يتشوّّق العاملون في القطاع القانوني لمعرفة ما ستؤول اليه الدعوة القضائية في حال تم رفعها بالفعل، خصوصا أن لوكاش، كما يقول بعض المحللين، كان يستخدم جهازه الشخصي وإن كان ذلك يتم عن بُعد. لهذا السبب قرّر لوكاش وقف مدوّنته بشكل مؤقت وسحب المعلومات منها، ريثما يتأكد تماما من ردة فعل الأطراف المتورطين في تلك القضية.
ما هو مهم في هذه الحالة هو أن جهاز الكمبيوتر سُلّم أخيرا الى الشرطة التشيكية التي تنشط حاليا للقبض على السارق الحقيقي وفك طلاسم هذه القضية المثيرة للعجب. أما لوكاش فأفاد بأنه في حال تبيّن أن أيا من الأشخاص الذين نشر صورهم في مدوّنته هو بالفعل متورط في عملية السرقة، فإنه سيعيد نشر صوره حتما، بالإضافة إلى التعليقات التي كان يُرفقها بكل صورة.
ما يمكن استخلاصه من هذه القضية هو التالي:
أن استخدام البرامج السرية في جهازكم قد يكون أمرا مفيدا للمراقبة في حال تمت سرقة هذا الجهاز. فيمكنكم وبدقة تامة، مراقبة تحركات الشخص المتورط، دون أن يكون على علم بذلك، هذا إذا كان بالطبع شخصا هاويا لا يفقه أي شيء عن علوم الكمبيوتر وما شابه. أما اذا كان خبيرا بها، فإن أول ما قد يقوم به هذا الشخص هو ازالة كل البرامج الموجودة بداخله، واعادة برمجته من جديد.
لا تتسرعوا بتعميم المعلومات التي حصلتم عليها من خلال المراقبة البعيدة، حيث يكون مفيدا في مثل هذه الحالة التنسيق مع الأجهزة الأمنية، لأن عملية التعميم قد تلفت نظر الشخص المذنب وتجبره على التخلص من الجريمة بأي طريقة ممكنة. وفي الحالة الأسوأ، يمكن لهذا الشخص الادعاء بأنه اشترى الجهاز من شخص آخر، أو من البازار أو غير ذلك.
لا تشتروا جهاز الكمبيوتر المستعمل إلا إذا كنتم متأكدين من مصدره، واطلبوا من المالك الأصلي وثيقة تثبت شراء الجهاز بشكل شرعي.
فردّة فعل ذلك الفتى المشاغب جاءت مفاجئة وسريعة، حيث استخدم مهاراته الفائقة في علم الكمبيوتر وبدأ يتعقب حركة جهازه المسروق من خلال برنامج سري كان قد أدخله في الجهاز عند شرائه، يسمح بمراقبة كل ما يصدر عن الجهاز حتى لو كان بعيدا عنه.
الخطوة التالية والمثيرة للخلاف التي قام بها لوكاش، كانت بتأسيس مدوّنة خاصة على شبكة الانترنت، حيث كان ينشر فيها معلومات بخصوص جهازه بالاضافة للأشخاص الذين اعتقد أنهم سرقوه. وقد فعل ذلك مستلهما تجربة مماثلة كانت قد حصلت في السابق في أميركا.
رؤية السارقين.. وخرق القانون
وذهب الأمر الى أبعد من ذلك، حيث تمكّن الفتى من تشغيل الكاميرا الموجودة في أعلى شاشة الكمبيوتر، وهو ما ساعده على رؤية الأشخاص الذين كانوا يستخدمونه، وماذا كانوا يكتبون، والمواقع المختلفة التي كانوا يزورونها عبر شبكة الانترنت. فأصبح ينشر كل يوم تعليقا طريفا على الأعمال التي يقوم بها هؤلاء: «اليوم قام الشخص الثالث بزيارة المواقع الإباحية بشكل مكثّف. يجب على القائمين على صناعة الأفلام الإباحية أن يمنحوه جائزة».
وبمجرّد حصوله على صور هؤلاء الأشخاص، قام لوكاش بنشرها على مدوّنته متعمّدا إحراجهم، لكن من دون أن يعلم أنه يخرق بذلك سلسلة من القوانين الخاصة بحماية الفرد والمعلومات وما شابه. وعندما أدرك أن الأمر بات يتجاوز حدود القانون، طلب من أي محام قد يكون اطّلع على مدوّنته أن يرسل إليه بعض النصائح حول كيفية نشر المعلومات، مصرّا في الوقت نفسه على حقّه بتعرية كل من ساهم في سرقة جاهزه.
امرأة بريئة
وحسب المعلومات التي كان ينشرها لوكاش في مدوّنته، فإن عدد الأشخاص الذين تناوبوا على استخدام جهازه خلال فترة قصيرة قد بلغ أربعة، حيث وصل في نهاية المطاف إلى يد امرأة «بريئة» كانت قد اشترته بشكل اعتيادي من شخص تعرفه.
وهنا أصبح الأمر محرجا بالنسبة للوكاش، حيث قامت المرأة بتسليم الجهاز للشرطة بمجرد علمها بنشر صورها على شبكة الانترنت، مؤكدة أنها أيضا ضحية عمل جنائي لا حول لها فيه ولا قوة، وطلبت من الشرطة إجبار الفتى المذكور على سحب كل صورها من الشبكة العنكبوتية، مؤكدة أنها سترفع ضده شكوى جنائية.
متى يخرج الأمر عن السيطرة؟
العمل الذي قام به لوكاش بدأ كردة فعل عادية قد يقوم بها كل شخص يتعرض لسرقة مماثلة. الا أن الأمر خرج عن السيطرة عندما أصبح حديث الساعة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما، ثم بدأت وسائل الاعلام الرسمية تهتم به أيضا. وهنا بات لوكاش يشعر بالقلق من المدى الذي قد تصل اليه ردة فعله، خصوصا أنه كان في تلك اللحظة قد نشر صور الأشخاص الذين يستعملون جهازه، بعضهم في مواقع فريدة حقا، وآخرون أثناء نومهم وهم ينظرون الى شاشة الكمبيوتر، دون أن يدركوا أن الكاميرا المركّزة في أعلاها ترصد ما يفعلونه لحظة بلحظة.
ولم تكن عين القوى الأمنية نائمة أبدا، بل كانت ترصد الطرفين معا: أي ما يقوم به لوكاش، والأشخاص الآخرون الذين يعتقد بأنهم إما سرقوا أو الجهاز اشتروه بشكل غير مشروع.
وبات من المهم في الوقت الحاضر انتظار ردّة الفعل من الطرف الآخر، حيث كان متوقعا أن يتعرف أحد رواد شبكة الانترنت على بعض الصور التي كان لوكاش ينشرها تباعا، ويقوم بابلاغ الشخص المعني بذلك.
وبالفعل، فقد كانت أول ردة فعل من قبل الشخص الذي كان يزور المواقع الإباحية، حيث تبيّن أنه اشترى الجهاز بحوالي 650 دولارا من شخص آخر، ولا علاقة له بالسرقة بأي شكل من الأشكال. وأفادت عائلته في تصريح صحفي لاحق، بأنها تفكر برفع دعوة قضائية ضد لوكاش بسبب قيامه بالتنصت والرصد غير الشرعي ضد ابنها، وكذلك بسبب تشويه صورته أمام الرأي العام.
معضلة أمام القانون
ويبدو أن تفاصيل هذه القصة المثيرة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يتشوّّق العاملون في القطاع القانوني لمعرفة ما ستؤول اليه الدعوة القضائية في حال تم رفعها بالفعل، خصوصا أن لوكاش، كما يقول بعض المحللين، كان يستخدم جهازه الشخصي وإن كان ذلك يتم عن بُعد. لهذا السبب قرّر لوكاش وقف مدوّنته بشكل مؤقت وسحب المعلومات منها، ريثما يتأكد تماما من ردة فعل الأطراف المتورطين في تلك القضية.
ما هو مهم في هذه الحالة هو أن جهاز الكمبيوتر سُلّم أخيرا الى الشرطة التشيكية التي تنشط حاليا للقبض على السارق الحقيقي وفك طلاسم هذه القضية المثيرة للعجب. أما لوكاش فأفاد بأنه في حال تبيّن أن أيا من الأشخاص الذين نشر صورهم في مدوّنته هو بالفعل متورط في عملية السرقة، فإنه سيعيد نشر صوره حتما، بالإضافة إلى التعليقات التي كان يُرفقها بكل صورة.
ما يمكن استخلاصه من هذه القضية هو التالي:
أن استخدام البرامج السرية في جهازكم قد يكون أمرا مفيدا للمراقبة في حال تمت سرقة هذا الجهاز. فيمكنكم وبدقة تامة، مراقبة تحركات الشخص المتورط، دون أن يكون على علم بذلك، هذا إذا كان بالطبع شخصا هاويا لا يفقه أي شيء عن علوم الكمبيوتر وما شابه. أما اذا كان خبيرا بها، فإن أول ما قد يقوم به هذا الشخص هو ازالة كل البرامج الموجودة بداخله، واعادة برمجته من جديد.
لا تتسرعوا بتعميم المعلومات التي حصلتم عليها من خلال المراقبة البعيدة، حيث يكون مفيدا في مثل هذه الحالة التنسيق مع الأجهزة الأمنية، لأن عملية التعميم قد تلفت نظر الشخص المذنب وتجبره على التخلص من الجريمة بأي طريقة ممكنة. وفي الحالة الأسوأ، يمكن لهذا الشخص الادعاء بأنه اشترى الجهاز من شخص آخر، أو من البازار أو غير ذلك.
لا تشتروا جهاز الكمبيوتر المستعمل إلا إذا كنتم متأكدين من مصدره، واطلبوا من المالك الأصلي وثيقة تثبت شراء الجهاز بشكل شرعي.