خطبة الجمعة تترجم إلى اللغة التشيكية
يعيش نحو30 ألف مسلم من مختلف الجنسيات والأعراق في دولة التشيك، استفادوا من تجارب الأقليات المسلمة المنغلقة على نفسها، فاندمجوا في مجتمعهم الجديد دون أن ينصهروا فيه وشعارهم في ذلك “أوروبيون وطناً ومسلمون ديناً”، ويعد شهر رمضان أكثر مناسبة ينتظرها مسلمو التشيك ليعيشوا أجواءه الروحانية.
تضع الجالية المسلمة في التشيك برنامجا خاصا في الشهر الكريم للاجتماع في المساجد التي توحدهم في هذه المناسبة خلف إمام واحد، حتى وإن كانوا من مذاهب مختلفة.
وفي حديثه لـ"الخبر”، قال الأستاذ منيب حسن الراوي، رئيس الاتحاد الإسلامي وجمعية الوقف الإسلامي في مدينة برنو: “نحرص في رمضان على الإفطار الجماعي بالمساجد، والمميز أن هذه الموائد لا تخص فقط المعوزين، بل إن عائلات كثيرة تأتي من مناطق بعيدة لتفطر في هذه الموائد لمعايشة الجو العائلي والصلاة جماعيا”.
وعن أنشطة الجمعية لجمع المسلمين في رمضان، أبرز محدثنا أن “التحضيرات تبدأ قبل الشهر الكريم بمخيم صيفي لأطفال المسلمين لتعليمهم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، كما ننظم آخر للناطقين باللغة التشيكية لتعريفهم بالإسلام، ويقوم بالمهمة أئمة وشيوخ نستضيفهم في هذه الفترة. مضيفا: “حتى أننا قمنا بتجربة جديدة في مسجد برنو، بترجمة الخطبة باللغة التشيكية والإنجليزية ليفهمها جميع المصلين”.
تشيكيون يتعرفون على الإسلام
رغم حملات تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، إلا أن المسلمين في التشيك وفّقوا في تقديم صورة إيجابية عن المسلمين بفضل انفتاحهم على الآخر. فالمسجد في مدينة برنو يستقبل يوميا عشرات الزيارات من غير المسلمين، خاصة الطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس، وصلت إلى25 زيارة في شهر واحد سنة 2011.
وأضاف الأستاذ منيب: “الكثير من المدارس والجامعات تقوم برحلات إلى المسجد، ونحن نستقبلهم ونعرفهم بالإسلام وأركانه بطريقة مبسطة، ونجيب على استفساراتهم خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والكثير من المواضيع التي لديهم صورة سلبية عنها، والأهم أنهم يخرجون بانطباع إيجابي عن الإسلام في ختام الزيارة ويغيرون وجهة نظرهم السلبية عن الإسلام”.
وواصل محدثنا في السياق يقول: “حاولنا أن نضع حجر الأساس للعلاقة بين المسلمين وأهل البلد، ونحسب أننا وفّقنا في ذلك”.
وقد واجهت الجالية المسلمة والعربية في دولة التشيك الكثير من التحديات قبل أن تثبت وجودها في هذا البلد الأوروبي، وهذا المسار بدأه الاتحاد العام للطلبة المسلمين في تشيكوسلوفاكيا سابقا قبل الانفصال، وأكملته جمعية الوقف الإسلامي في مدينة برنو بجمع المسلمين تحت سقف أول مسجد في البلاد افتتح سنة 1998.
ورغم اعتراف الأستاذ منيب بوجود مشاعر عداء وتخوف من الإسلام من بعض الأفراد والجمعيات، ومحاولات لمنع بناء مساجد جديدة في البلاد “إلا أن الدستور والقانون التشيكي لا يحمل في طياته أي تميز ضدنا، بل بالعكس سيكون في إمكاننا الحصول على الاعتراف بالإسلام سنة 2014 شرط الحصول على 10 آلاف توقيع، وهو تحدٍ صعب لكننا سنرفعه بإذن الله”.
كما أبرز محدثنا أن الجالية المسلمة في التشيك استفادت من تجارب الجاليات المسلمة في الدول الغربية التي كانت تنغلق على نفسها بالإقامة في أماكن واحدة وعدم الاختلاط بأهل البلد، مواصلا: “نحن عملنا على الاندماج في المجتمع لأننا أصبحنا مواطنين تشيكيين، غير أننا لم ننصهر فيه وحافظنا على عاداتنا وديننا”.