جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

منتدي لربط اعضاء جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا في حضرموت للتعارف وتبادل الاراء والافكار وتوطيد العلاقات فيما بينهم


    تاريخ مسجد برنو

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 609
    تاريخ التسجيل : 06/06/2009

    تاريخ مسجد برنو Empty تاريخ مسجد برنو

    مُساهمة  Admin الثلاثاء مارس 27, 2012 6:50 am

    لقد كانت بدايات الجالية الإسلامية في الجمهورية التشيكية في خريف عام 1992 عندما تم اتخاذ مصلى داخل قبو في شارع دوبروفسكيهو في الميدان الملكي. كان يقوم على المصلى منظمة المركز الاسلامي بإدارة الإمام جعفر من البوسنة.

    المصلى الاول:

    منذ ذلك الحين و الجالية الإسلامية في مدينة برنو التشيكية تسعى لبناء مركز اسلامي خاص بها. و عليه فإن اعضاء اتحاد الطلبة المسلمين في تشيكوسلوفكيا السابقة أسسوا منظمة جديدة تحت اسم "مؤسسة من أجل إنشاء و تشغيل المركز الاسلامي". تم كذلك لاحقا إنشاء فرع آخر في مدينة برنو. ولكن سرعان ما اكتشف المسلمون في مدينة برنو أن الإنتساب و التقيد بما يمليه عليهم المركز الاسلامي في العاصمة براغ ليس من مصلحتهم حيث ان أبسط الأمور كالإجرائات العادية من توقيع في البنك و في المؤسسات الحكومية الاخرى كان يتطلب حضور شخص من العاصمة براغ من اعضاء المركز الاسلامي هناك للمصادقة عليه.

    و هكذا ظهرت فكرة إقامة مركزا إسلاميا مستقلا في مدينة برنو بإدارة مستقلة من اجل السرعة في الإنجاز و الإدارة. و عليه فقد تم تأسيس المركز الإسلامي في مدينة برنو بواسطة الإخوة: حسن حسرت, هشام الشقاقي, منيب حسن محمد, عماد جودة و سمير العسوري. كان مقر المركز في البداية في سكن الطلبة التابع لجامعة التعليم التقني (VUT) في مدينة برنو. هشام الشقاقي شغل منصب الرئيس في ذلك الوقت و منيب حسن كان مسؤولا عن العلاقات الثقافية و الخارجية و سمير العسوري مسؤولا عن الحسابات المالية. الهدف الرئيس من المركز كان إدارة و تشغيل المصلى او المسجد.

    ظهرت بعد ذلك بعض المشاكل المرتبطة بالمصلى المذكور أعلاه والموجود في شارع دوبروفسكيهو. توقف المؤجر لمكان المصلى في ذلك الوقت عن دفع فواتير الماء و الكهرباء مما دفع المسلمين القائمين على المصلى لإحضار الماء معهم و كانوا يستخدمون الشموع لإنارة المسجد في الليالي الظلماء خلال الصلاة. لعل ذلك يبدو للبعض رومانسيا و لكنه غير عملي. اضطر المؤمنون بعد ذلك للتجمع في سكن الطلبة المذكور اعلاه حيث كان لديهم غرفة مخصصة كناد للطلبة يجتمعون فيها فاستخدموها للصلاة.

    خلال صلاة الجمعة حيث يتجمع المسلمون من جميع الأطياف و الفئات من شباب و شيوخ اصبحت تلك الغرفة غير كافية لهم مما اضطر القائمين على المركز الإسلامي لإستئجار الصالة الرياضية الواقعة في السكن المذكور لمدة ساعة أو ساعتين لإقامة صلاة الجمعة فيها. هذه الظروف المهينة دفعت الاخوة من المركز الاسلامي للبحث عن حل بديل حيث اصبحت لديهم القناعة بضرورة انشاء مصلى خاص بهم.

    و على إثره بدأوا البحث عن فيلا صغيرة أو منزل أو أي مكان مناسب كمصلى بديل للمسلمين في مدينة برنو و نظرا لانه الغرف في المنازل و الاماكن التي تم تعيينها من اجل هذا الغرض لم تكن مناسبة لإقامة الصلاة فيها فقد قرروا البحث عن قطعة أرض لإقامة مبنى خاص بهم و بمسجدهم. في اذار لسنة 1995 تم العثور على قطعة الارض المطلوبة بمساحة 250م2 و بسعر مناسب و ذلك في شارع فيينا. و عليه تم لاحقا انشاء البناء المطلوب.

    ألمركز الاسلامي في برنو قام بشراء قطعة الارض من الأموال التي تم جمعها من المسلمين في التشيك و بعد رسم المخطط المطلوب للبناء باشروا العمل للحصول على التراخيص المطلوبة للبناء.
    في كانون الاول من سنة 1995 اتصل أول صحفي في ذلك الوقت بالسيد منيب حسن مسؤول العلاقات الخارجية في المركز الاسلامي و ابدى اهتمامه بالكتابة عن البناء المراد اقامته للمسلمين في مدينة برنو. في ذلك الحين لم يكن احد يتوقع ان يشكل هذا الموضوع محل دعاية كبيرة للصحفيين و ذلك لانه المسلمون من غير التشيك معتادون على وجود الكنائس في بلادهم و لم يكونوا يتوقعوا ردة فعل الناس الرافضة لبناء مسجد على ارض الجمهوريةالتشيكية. و لكن الواقع كان معاكسا لما اعتقده هؤلاء المسلمون من غير التشيك.

    مشكلة السماح بالبناء:

    رفض مستشار مدينة برنو السماح للمسلمين بالبناء و على إثر ذلك باشر السيد منيب حسن بزيارة المؤسسات الحكومية و غير الحكومية صاحبة العلاقة لإطلاعهم على الموضوع و مناقشته معهم. بدأت مكاتب البناء و دائرة الاراضي في التشيك بمطالبة المركز الاسلامي في برنو بتزويدهم بوثائق إضافية. فعلى سبيل المثال طلبوا منهم تزويدهم برأي الخبراء حول تأثير ما يسمى بفرن الغاز للتدفئة (الذي يستخدم في معظم المنازل العادية في التشيك) على البيئة.

    الدافع الآخر للرفض كان حسب ادعائهم هو خوفهم من أن يضر بالهندسة المعمارية للأبنية المحيطة به. و هذا امر مثير للسخرية لانه في ذلك الوقت كان موجود في محيط الأرض المخصصة لبناء المسجد بعض الأبنية السكنية العادية و منزل قديم في حالة سيئة.

    خلال المفاوضات للسماح بالبناء سأل احد المسؤولين السيد منيب حسن: "لماذا علينا السماح لكم ببناء مسجد في حين أن الدول الأسلامية لا تسمح ببناء الكنائس على اراضيها؟!!!!". في المرة التالية لاجتماعهم احضر السيد منيب معه مجموعة من الصور الفوتوغرافية عن الكنائس و المعابد و الأديرة و التي تقع مباشرة بجانب المساجد في بلده الأم, العراق.

    في حقيقة الأمر لم تكن المعارضة لبناء المسجد بدافع تقني او معماري كما كان يدعي المسؤولون التشيك و كما كان يظن بعض المسلمون و لكنها كانت سياسية دينية وطنية. ضد السماح ببناء المسجد ظهرت فجأة عدة التماسات و مظاهرت قام بتنظيمها ما يسمى بمنظمة "المبادرة من اجل المسيحية". قام كذلك بعض الناشطين بوضع لافتات غير مسرح بها مكتوب عليها "لا نريد مسجدا في مدينة برنو". رغم كل تلك الاحتجاجات حصل المسلمون من المسؤولين التشيك المحترمين على الترخيص المطلوب لبناء المسجد و لكن بدون منارة.

    عندما بدأ البناء جاء الناس من جميع أنحاء الموقع, و حاولوا منع الأعمال قائلين: "لن نسمح لآلياتكم و معداتكم بدخول الموقع" لإنها ستضر حسب ادعائهم بالأبنية المجاورة.

    على اثر ذلك تم إعادة الموضوع الى دائرة الاراضي للبناء في مدينة برنو حيث تم مناقشته مرة اخرى. تم الاتفاق اخيرا على ان يتم الدخول الى موقع البناء من خلال شارع فيينا و ليس من القسم الخلفي لشارع "الاتجاه الواحد". بالنسبة للمسلمين و رغم ان ذلك يشكل بعض العقبات التقنية و المادية الا انهم وافقوا على ذلك. ثم بعد ستة اسابيع تمت المباشرة في البناء.

    موقفنا كمسلمين من الامر برمته لم يتغير ابدا. إننا لا نلوم الناس على موقفهم ذاك و على معارضتهم لبناء المسجد و نحن نتفهم و ندرك جيدا ما يعنيه للإنسان الظهور المفاجىء في حياته لشيء غريب أو غير عادي أو معروف بالنسبة له. و من الطبيعي جدا ان يخاف الإنسان من كل شيء مجهول وغير معروف. و لكن لهذا الخوف جوانبه الايجابية كذلك حيث يساعد الناس على التغلب على الحواجز التي تقف امام الانسان و امام المعرفة المستفيضة و تساعده على الانتصار على اعداء المعرفة الذين لا يريدون له الخير و يزرعون الكراهية بين الناس بإستحواذهم على المعرفة ووسائل نشر المعلومة المغلوطة. إن الكثير من الناس المقيمين في شارع فيينا و الذين وقعوا عريضة عدم السماح ببناء المسجد, بعد زيارتهم للمسجد غيروا رأيهم كليا و قالوا لنا بأنهم لن يقوموا بتوقيع مثل تلك العريضة مرة اخرى.
    بناء و افتتاح المسجد:
    اثناء البناء حاول السيد منيب حسن تلبية جميع طلبات الجيران حيث امر البناة بعدم العمل في ساعات الصباح الباكرة أو التأخير في العمل الى ساعات متأخرة من المساء و كذلك عدم العمل نهائيا خلال عطلة نهاية الاسبوع او العطل الرسمية. و حسب تعليمات السيد منيب حسن فإنه كان عليهم إحترام حاجيات و متطلبات حتى العائلة الواحدة التي كان لديها رضيعا يحتاج للنوم خلال ساعات النهار.
    وبموجب خطة البناء كان يجب ان يكون المسجد بسيطا وواضح المعالم حيث كان ينبغي أن يكون له قبة من الزجاج و لكن لإسباب مادية و تقنية تم التراجع عن ذلك. و كبديل للقبة تم وضع على سطح المسجد بضعة نوافذ زجاجية صغيرة منحنية على شكل قبة. البناء الداخلي للمسجد يحاكي اسلوب العمارة الإسلامية الشرقية مع الأعمدة و الاقواس.
    بدأ البناء في تموز من سنة 1997 و اكتمل و افتتح في تموز من سنة 1998. و حضر الإفتتاح الرسمي اعضاء المجلس البلدي لمدينة برنو و كثير من السياسيين و من موظفي الوزارت و الدوائر الدبلوماسية المختلفة. فضلا عن ممثلين من مختلف الديانات في مدينة برنو فقد شارك في حفل الإفتتاح على سبيل المثال ممثلين عن الجالية اليهودية و الكنيسة الارثوذوكسية المحترمتين. المسلمون كانوا ممثلين بحضور جمهور غفير و على رأسهم الإستاذ المحترم علي محمد شلهافي, التشيكي الأصل.
    بعد إسبوع على حفل الافتتاح أعقبه اليوم المفتوح الأول حيث حضر لزيارة المسجد أكثر من 250 شخص. وخلال الفترة المقبلة تلى ذلك أيام مفتوحة اخرى, حيث أنه قام بزيارة المسجد أكثر من 1500 شخص ثم تلى ذلك إقامة الكثير من الايام المفتوحة لفتح المجال امام الناس للتعرف عن قرب على المساجد الإسلامية حيث قام خلال يومين فقط بزيارة المسجد أكثر من 2000 شخص. و بدافع التقريب بين المسلمين و غيرهم من اطياف المجتمع التشيكي المثقف و المحترم تم فتح ابواب المسجد لطلبة المدارس الابتدائية و الثانوية و الجامعية حيث زار المسجد اعدادا كبيرة من هؤلاء الطلبة.

    لقد كان و ما زال المسجد مفتوحا امام الجمهور التشيكي و غيره من جميع الاطياف و منذ البداية اعتبر المسلمون المسجد منتدى حضاري للتفاهم المتبادل حيث يمكن للناس التعرف على الإسلام الحقيقي بعيدا عن التعصب و حيث يمكن الحصول على المعلومة الصحيحة و اللامغلوطة التي ينشرها هنا و هناك اعداء الاسلام عن الدين الاسلامي و حملته مما يشكل اساسا صحيحا لطلبة المدارس في دراستهم و تعرفهم على الثقافة الإسلامية.

    http://mesita.cz/node/90

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 9:37 am