رافقت سيدة سلوفاكيا الأولى “سيلفيا غاشباروفيتشوفا” زوجها “ايفان غاشباروفيتش” 44 سنة، منذ بداية حياته العملية بعد انتهاء دراسته الجامعية، وحتى الآن. وأنجبا إبنا اسمه ايفو أصبح طبيبا بارزا في أمراض القلب في سلوفاكيا، وابنة إسمها دينيسا لا تزال عازبة، درست فرع التجارة الخارجية في الجامعة الاقتصادية، وتعمل الآن في إحدى الشركات الخاصة في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا.
«سيلفيا” التي ولدت في براتيسلافا في عام 1941 تعرفت على زوجها “إيفان” بفضل رياضة كرة السلة التي كانا يمارسانها، وحدث اللقاء الأول بينهما في ملعب لكرة السلة حيث أعجبا ببعضهما البعض، وكانت بداية علاقة توجت بالزواج بعد أربعة أشهر.
يقول الرئيس غاشباروفيتش مازحا بأنها أعجبت به منذ البداية لأنه كان يلعب كرة السلة بشكل جيد، مشيرا إلى أنها كانت تدرس آنذاك في الجامعة في الصف الأخير من كلية الهندسة المدنية، فيما هو كان أنهى دراسة الحقوق.
ويضيف: “بعد أربعة أشهر من تعرفنا ببعضنا البعض ذهبت إلى الخدمة العسكرية. وفي أول إجازة حصلت عليها طلبت من سيلفيا الموافقة على زواجنا غدا، فقالت لي: “أنت لا شك تمزح”، أما أنا فكنت عازما بقوة على إتمام الزواج لأنني كنت مقتنعا بها، فلماذا التأخير في ذلك؟
لكن الزواج لم يتم في اليوم التالي، إنما في اليوم الذي أعقبه، وكانت شقيقتي الشاهدة على الزفاف من طرفي. وبعد الزواج عدت مساء إلى الثكنة العسكرية لمواصلة خدمتي العسكرية الإجبارية.
وترى “سيلفيا” بعد 44 سنة من الحياة المشتركة أن زوجها لم يتغير كثيرا بعد أن أصبح رئيسا، أو أنها ربما لم تلاحظ ذلك عليه. وتعترف أن الحياة معه لم تكن سهلة بالنظر لطبيعة المهام التي تولاها، فعندما كان مثلا يعمل في براغ نائبا عاما أول للإتحاد الفدرالي التشيكي السلوفاكي، اضطرت إلى البقاء مع الأطفال في براتيسلافا بسبب مدارسهم. وعندما تدرج في المناصب اللاحقة في البرلمان ثم الرئاسة، لم تلاحظ أي تغييرات طرأت عليه.
سيدة سلوفاكيا الأولى تمارس الكثير من النشاطات الخيرية والفعاليات التي لها علاقة بالقضايا الصحية والتعليمية التي تهم الناس، والتي تأتي من واجباتها كزوجة للرئيس، لذلك تشعر بقلة الوقت المخصص لحياتها الشخصية.
وتؤكد أن أكثر الأشياء التي تنقصها هي ممارسة الرياضة بالنظر لكونها في الأصل رياضية، غير أن ضيق الوقت يحول دون تحقيق ذلك. ومن الأشياء الأخرى التي تشتكي منها، عدم القدرة على التحرك بحرية لأن الحراسة الأمنية ترافقها أينما تحركت، كما أن الكثير من الأشياء الخاصة التي تريد القيام بها تضطر إلى تركها للقيام بأعباء السيدة الأولى.
ليس هناك وقت للمشاجرات وتأخذ سيلفيا على زوجها الرئيس عدم اعترافه لها بأنها على حق في بعض الآراء التي تقولها، لذلك تحدث مشادات بسيطة بينهما أحيانا.
أما الرئيس السلوفاكي فيقول بأنه تحدث مشادات كلامية بينهما كأي زوجين، لكن ذلك لا يحدث بشكل متكرر ويتم حول قضايا صغيرة، ويضيف: “أغلب الناس يتشاجرون من أجل الأطفال، أما نحن فوضعنا مختلف لأن الأولاد أصبحوا كبارا. كما أنه عمليا ليس هناك الوقت ولا المجال للتشاجر لأنني أغادر المنزل قبلها، وعندما أعود لا تكون سيلفيا في المنزل، أو تكون نائمة عندما أعود متأخرا. ويعترف أن ما ينقصه الآن هو الوقت الخاص به وبعائلته، لأن واجباته الرئاسية تفرض عليه العمل حتى يومي العطلة السبت والأحد، كما ينقصه قيادة السيارة، معترفا أنه أحيانا يكون متوترا إلى درجة أنه يقول للسائق إنه يريد تبديل الأدوار بينهما، وإنه يريد قيادة السيارة بنفسه.
ومنذ انتخاب زوجها رئيسا لسلوفاكيا للمرة الأولى في عام 2004 لم تعد سيدة سلوفاكيا الأولى تعمل سوى الواجبات المتأتية من موقعها كزوجة للرئيس. حيث أسست في سلوفاكيا جمعية سيلفيا غاشباروفيتشوفا للتعليم والصحة للجميع.
«سيلفيا” تعترف بأن العديد من الناس يرون بأن السياسة فيها الكثير من القذارة والغدر، لكن الإنسان الشريف يستطيع عبر السياسة أيضا أن يساعد الآخرين ويحسن وضع بلاده.
سيلفيا من موقعها التقت بزوجات الكثير من قادة دول العالم الذين زاروا سلوفاكيا أو أثناء زيارتها لدول العالم الأخرى، أما أكثر من سحرها فكانت رئيسة جمهورية لاتفيا السابقة “فيرا فيكي فريبيرغ” التي وصفتها بأنها حكيمة وطموحة جدا، وفي الوقت نفسه لطيفة وودودة، وأنها كسبت الاعتراف بها في بلدها والعالم بسبب تناولها الإنساني لمختلف القضايا.
إعداد: رضوان. ع