فجرت غينيا وزامبيا مفاجأتين من العيار الثقيل بفوزهما على ليبيا 1-صفر والسنغال 2-1 على التوالي في اليوم الأول من النسخة الثامنة والعشرين لكأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تستضيفها الاولى والغابون حتى 12 فبراير المقبل.
ولم يكن المنتخبان الغيني الاستوائي الذي يشارك في العرس القاري للمرة الاولى في تاريخه، والزامبي مرشحين لتحقيق الفوز بالنظر الى قوة منافسيهما ليبيا التي حجزت بطاقتها الى النهائيات رغم معاناتها من اللعب خارج القواعد بسبب الثورة الليبية التي اطاحت بنظام العقيد معمر القذافي والتي ادت الى توقف الدوري منذ آذار/مارس الماضي، والسنغال التي ضربت بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها بفارق 5 نقاط عن الكاميرون العريقة، علما بان السنغال رشحت من قبل العديد من المراقبين لمنافسة ساحل العاج وغانا على لقب النسخة الحالية.
لكن غينيا الاستوائية وزامبيا كان لهما رأي آخر، فحققت الاولى فوزا تاريخيا سيبقى خالدا في ذاكرة الجميع ولفترة طويلة بالنظر الى تواضع المنتخب الغيني الاستوائي المصنف 42 قاريا و150 عالميا والذي لم يكن ليحلم بالتواجد في النهائيات لولا اختياره لاستضافة الحدث القاري، فيما اكدت الثانية علو كعبها بفوزها الرابع على السنغال في 10 مباريات جمعت بينهما حتى الان مقابل 3 هزائم و3 تعادلات.
وتتعملق زامبيا دائما امام المنتخبات المرشحة والعريقة وهي كانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ نصف نهائي النسخة الاخيرة في انغولا عام 2010 لولا خسارتها بركلات الترجيح امام نيجيريا.
وتدين زامبيا بفوزها الى مدربها الفرنسي هيرفيه رينار صاحب انجاز 2010 كونه خاض المباراة بخطة محكمة استغل خلالها بطء قطبي الدفاع السنغالي، وقال في هذا الصدد: "انه انجاز رائع بالنسبة لنا، دفعت بمهاجمين سريعين لزعزعة قطب دفاع السنغال ونجحت في ذلك. اعرف لاعبي السنغال جيدا، يتميزون باللياقة البدنية ويجدون صعوبات لايقاف زحف المهاجمين السريعين".
واضاف "قدمنا شوطا اول بطيقة جيدة، وكنا نعرب بانه اذا اردنا التسجيل يجب الاعتماد على الكرات خلف المدافعين لانهم يملكون مدافعين اقوياء، ونجحنا في تسجيل هدفين. لكننا تراجعنا في الشوط الثاني وخسرنا الكرة مرات عدة".
وتابع "فوزنا لا يعني اننا بلغنا الدور الثاني، فانا اتذكر جيدا قبل عامين ان الغابون تغلبت على الكاميرون في مباراتها الاولى لكنها لم تتخط الدور الاول. فوزنا على السنغال لم يكن مفاجأة بل ثمرة عمل كثير. كنا على ثقة في مؤهلاتنا ونجحنا في الفوز، الان امامنا مباراتين والاهم هو التأهل".
وختم قائلا "لا يجب الافراط في الفرحة والاحتفال، لاننا عندما نفوز على السنغال وكأننا فزنا على الجميع، يجب الحذر".
اما مدرب السنغال امارا تراوري فقال "عانينا للدخول في اجواء المباراة، قدمنا شوطا اول كارثيا، انه أسوأ شوط اول في مشوارنا، والسبب هو فعالية الزامبيين الذين ازعجونا كثيرا وركضوا أكثر منا في الملعب"، مضيفا "تحسن اداؤنا شيئا ما في الشوط الثاني وقلصنا الفارق دون ان ننجح في ادراك التعادل".
وتابع "يجب استخلاص العبر من مباراة زامبيا واستعادة التوازن لمواصلة المشوار، حظوظنا لا تزال قائمة ويجب علينا تدارك الموقف امام غينيا الاستوائية المضيفة والمدعمة بجماهيرها".
من جهته، اكد مدرب ليبيا البرازيلي ماركوس باكيتا ان حظوظ فريقه لا تزال قائمة وان الخسارة ليست نهاية العالم، وقال "كنا نعرف جيدا بان المباراة ستكون صعبة خصوصا امام المنتخب المضيف، بدأنا المباراة جيدة واستحوذنا على الكرة لكن الامور تغيرت بسرعة بعد ذلك واصبحنا اكثر عصبية وقمنا بتمريرات خاطئة عدة ما جعلنا نفقد السيطرة على اللعب".
وأضاف "بدأنا الشوط الثاني جيدا ايضا لكن سرعان ما نال منا التعب وفشلنا في الاحتفاظ بالكرة عانينا من الهجمات المرتدة، كان ذلك كارثيا لانه كان يتوجب علينا ان نكون مستعدين لذلك".
واردف قائلا "لم نفقد الامل والخسارة ليست نهاية العالم، لدينا منتخب شاب وبعض اللاعبين لم يلعبوا كثيرا بسبب المشاكل التي تعرفها ليبيا، وعموما فان هذا المنتخب يشارك في البطولة من اجل اكتساب الخبرة".
اما مدرب غينيا الاستوائية البرازيلي جيلسون باولو فقال "قدمنا مباراة جيدة وحققنا الفوز على الرغم من اننا تدربنا مرات قليلة فقط"، مضيفا "اللاعبون استفادوا جيدا من الخطة التكتيكية، وعلى الرغم من فوزنا فقد ارتكبنا اخطاء في التمركز داخل الملعب وبالتالي ينتظرنا عمل كبير لتفادي ذلك".