http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2011/12/23/111223153159_l95_havel_304x171_getty_nocredit.jpg شيعت الجمعة جنازة الرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافل في جنازة رسمية وشعبية في براغ.
وأقيمت الجنازة في كاتدرائية سانت فيتوس في العاصمة التشيكية وشارك فيها زعماء كل من فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الشيوعية السابقة ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الحاليون والسابقون.
وكان من بين الحاضرين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وكذلك رؤساء فرنسا وألمانيا ورئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون والسابق جون ميجور والزعيم العمالي البولندي الذي اصبح رئيسا ليخ فاونسا ولفيف كبير من قادة دول أوروبا السابقين والحاليين.
وفيما قرعت الكنائس الأخرى في براغ أجراسها، احتشد آلاف التشيكيين خارج الكاتدرائية ليتبعوا موكب جنازة هافل إلى مثواه الأخير.
"أضاء النور في أحلك الأوقات ظلمة"
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أُلبرايت
وقبل ذلك كانت آلاف اخرى من المشيعين قد القوا النظرة الأخيرة على جثمان هافل وهو مسجي في قلعة براغ قبل أن يتحرك موكب جنازته.
وعلى مدى أكثر من ساعتين ظلت الحشود واقفة تحت الأمطار فوق تل يشرف على مدينة براغ، كي يلقوا نظرة الوداع الأخير على الكاتب والمفكر والمؤلف المسرحي الذي أصبح رئيسا.
وتلفح الكثيرون من المشيعين بعلم جمهورية التشيك ذي الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأزرق، بينما اختار كثيرون آخرون مجرد الوشاح الأسود تعبيرا عن الحزن.
قداس
وشاهد الآلاف من التشيكيين الجنازة عبر شاشات عملاقة وضعت في ميادين عامة في براغ، ولوحظ أن معظمهم كانوا من الشباب الذين ربما لا يذكرون هافل وهو خارج لتوه من المعتقل السياسي عام 1989، ليقود بلاده الى الحرية في غضون شهور.
لقد اتهمت الانظمة الشيوعية هافل بأنه من أنصار الثقافة المضادة، وعندما مات انهال عليه التكريم الدولي من كل حدب وصوب.
وامتلأ ميدان هرادكاني في براغ برائحة البخور بينما كان أسقف المدينة دومينيك دوكا يتقدم موكب الجنازة إلى داخل الكاتدرائية وبرفقته الرهبان وخدم الكنيسة.
وفي الداخل سجي جثمان هافل ملفوفا بعلم بلاده التي تزعمها لعشر سنوات بعد الثورة المخملية عام 1993.
"لا بد أن يسود الحب فوق الكذب والكراهية"
من كلمات الرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافل
وقرأ الأسقف نعيا مستوحى من كلمات قالها البابا بندكتوس السادس عشر في مديح هافل وتقديرا لجهوده في حماية حقوق الإنسان وكذلك رؤيته الثاقبة التي أفضت إلى إنشاء نظام ديمقراطي جديد في بلاده 1993.
عقب القداس الديني غادر الموكب الكاتدرائية التاريخية في طريقه إلى محرقة ستراسنيش في براغ ، حيث الجنازة الخاصة بافراد العائلة، وانخرطت جموع المشيعين في وصلة تصفيق مصحوب بالبكاء، ولعلهم استرجعوا فيها اشهر كلمات فاتسلاف هافيل " لا بد أن يسود الحب فوق الكذب والكراهية".
وستدفن القارورة التي تضم رفات هافيل إلى جوار رفات زوجته الأولى في مقبرة اسرته في فينوهرادي على مشارف براغ.
كان على رأس المشاركين وزير الخارجية التشيكي كارل شفارزنبرج والرئيس التشيكي الحالي فاتسلاف كلاوس.
كما تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أُلبرايت، وهي من مواليد براغ، فقالت إن فاتسلاف هافل "أضاء النور في أحلك الأوقات ظلمة".