لا يعتبر الاقلاع عن التدخين من الخطوات السهلة بالنسبة للكثيرين لذا من الضروري أحيانا الاستعانة طبيا للتخلص من السيغارة.
يعرف الكثير من المدخنين الذين يعتزمون ترك هذه العادة السيئة بان الأمر يحتاج إلى عزيمة صلبة وجهدا نفسيا كبيرا للتخلص منها وإنقاذ أجسامهم من الآثار السيئة للتدخين التي لا يشكك بها أحد فيما تؤكد الأوساط الطبية بأن التخلي عن التدخين هو أمر صعب للغاية من الناحية النفسية يصعب السيطرة عليه من دون مساعدة الطبيب.
تؤكد الأوساط الطبية التشيكية بان التخلي عن التدخين أمر يتصف بالصعوبة وفي دليل على ذلك يشيرون إلى أن مليون مواطن تشيكي يقررون التخلي عن التدخين سنويا غير انه لا يفلح منهم في ذلك سوى نحو 30 ألفا فقط . الدكتورة ايفا كراليكوفا من مركز معالجة الإدمان على التدخين في براغ تفسر هذا الأمر بالقول بان الإنسان عندما يشعل سيجارة فان هرمون دوبامين المسؤول في المخ عن الشعور بالسعادة يتحرر ولذلك يشعر المدخن بأنه جرى مكافأته غير أن الدماغ مع مرور الوقت يعتاد على ذلك ويصعب عليه فيما بعد الاستغناء عنه ثم يصبح الأمر في النهاية عبارة عن ممارسة للتدخين ليس كي يشعر المدخن بوضع أفضل وإنما لعدم الشعور بوضع سيئ وكي لا تظهر عليه علائم نقص النيكوتين .
ونبهت إلى أن الشخص الذي يريد التخلص من التدخين يتوجب عليه أن يتحضر نفسيا للأمر لأنه سيواجه فترة صعبة تظهر من خلال تقلب مزاجه وعدم المقدرة على التركيز والتهيج والفشل في المقدرة على الاستراحة أو زيادة الشهية للطعام ... وأكدت انه عندما يتم اختيار الطريقة المناسبة وتلقي الدواء المناسب فان الإشكالات التي تعقب ترك التدخين لا تظهر بشكل مزعج مشيرة إلى أن اغلب المدخنين تستغرق لديهم هذه المظاهر أربعة أسابيع .
وأشارت إلى أن من اللحظات الضعيفة التي يمر بها المدخن أثناء تركه للتدخين هي اللحظات التي كان متعودا فيها على التدخين دائما أي أثناء شرب القهوة أو التواجد مع أصدقاء في المقهى ولذلك يتوجب عليه الابتعاد عن هذه الأوضاع أو الحد منها أو على الأقل أخذ أشياء معه تخفف عنه مثل حمل حجارة صغيرة أو اخذ علكة أو العض على عيدان تنظيف الأسنان الصغيرة ..
ودعت من يريد الاقلاع عن التدخين إلى ضرورة الانتباه لمسألة تعاطي الكحول والتخفيف منه والى ضرورة التخلص من السجائر التي بقيت في العلبة كما يفيد أيضا إبعاد منافض الدخان وعلب الكبريت من المنزل والمكتب. وأمام الحقيقة القائمة بصعوبة التخلص من التدخين من دون مساعدة طبية تم في تشيكيا تأسيس 32 مركزا طبيا لهذا الغرض تقوم بمساعدة من يعتزم ترك التدخين أما كيفية عملها فتشرحه الدكتور ستانيسلافا كولوفانا من مركز براغ للإدمان على التدخين التابع للمشفى الجامعي في براغ بالقول بان الزيارتين الأوليتين للمركز تكونان من ناحية الوقت صعبتين فخلال الزيارة الأولى يقوم الفريق الطبي بإجراء فحص طبي لوضع المدخن ثم يلتقي مع الطبيب الذي يشرح له التأثيرات التي يحدثها التدخين في الجسم ونوعية العمليات والإجراءات التي تنتظره وكيفية مواجهته لأوضاع التأزم التي سيمر بها وعن نوعية الأدوية التي ستقدم له لتخفيف مظاهر نقص النيكوتين في الجسم أما الزيارات الأخرى للمدخنين إلى مثل هذه المراكز فتكون عادة قصيرة وإفرادية.
وتؤكد الدكتورة بان الأمر الأصعب في عملية التوقف عن التدخين تكمن في قرار المدخن وقف التدخين لان التخلص من هذه العادة السيئة يرتبط بشكل قوي بإرادة المدخن ومن ثم تأتي المساعدة الطبية . وتضيف بان الناس الذين يقرون التوقف عن التدخين يجب أن يتوقعوا مسبقا انه يتحتم عليهم تغيير أسلوب حياتهم واختيار الطعام المختلف والتمارين الرياضية المناسبة حتى لا تزيد أوزانهم. وترى الطبيبة التشيكية المتخصصة بالمساعدة في التخلص من الإدمان على التدخين أن الإنسان يمكن اعتباره من الناحية الطبية مدخنا سابقا عندما يمر عام على تركه آخر سيجارة .