دخل المثقفون التشيك في معركة ساخنة مع الحكومة لثنيها عن توجهها برفع أسعار الكتب والصحف والمجلات وبطاقات الدخول إلى المسارح ودور السينما من خلال رفع قيمة الضريبة الإضافية عليها من %10 إلى %20.
وقد وقع على عريضة بهذا الشأن أكثر من 37500 شخصية ثقافية وطبية وتعليمية وفنية واجتماعية، بينهم الرئيس التشيكي السابق والكاتب فاتسلاف هافل.
وتنبه العريضة الحكومة والبرلمان من أن إثقال الكتب والصحف والمجلات ودور السينما والمسرح بالمزيد من الضرائب سيعيق التدفق الحر للمعلومات وتبادل الأفكار، كما أن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل تشيكيا في مجال السياسة الثقافية تتواجد على أطراف أوروبا.
فاجعتان
وأكد المثقفون التشيك أن الكتاب التشيكي أصيب بفاجعتين منذ الحرب العالمية الثانية؛ الأولى عندما جرى تأميم دور النشر والمكتبات وفرض الرقابة وقمع الكتاب بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة في عام 1948، والثانية بعد عام 1968عندما جرى سحب مئات الآلاف من الكتب من المكتبات لأنها كانت لأدباء «محظورين»، ملمحين إلى أن كارثة ثالثة ستحل بالكتب إذا ما تم رفع قيمة الضريبة الإضافية لأنها ستقلل إصدار الكتب.
ونبهوا إلى أن نسبة الضريبة على الكتب في الدول المتطورة هي بين %5 ـ %6 فقط في حين لا تزيد على %10 في 24 دولة من اصل 27 تتمتع بعضوية الاتحاد الأوربي، أما نسبة %20 على الكتب فيعمل بها في ألبانيا وأوكرانيا وبلغاريا وروسيا البيضاء.
خطوة غير موفقة
وقد اعترف وزير الثقافة التشيكي نفسه ييرغي بيسير بأن رفع قيمة الضريبة الإضافية على الكتب هو خطوة غير موفقة، مشيرا إلى أنه حاول إقناع الوزراء الآخرين باستثناء الكتب من ذلك، إلا انه اخفق في ذلك وبالتالي فان المسألة الآن ستنقل إلى البرلمان.
أحزاب الائتلاف الحاكم، وهي المدني وتوب 09 وقضايا عامة، تمتلك أغلبية مريحة في البرلمان تبلغ 118 نائبا من اصل 200، ولذلك فإن إقرار هذه الزيادة يبدو أكثر احتمالا إلا إذا تنامت حركة الاحتجاجات والتنديد بهذه الخطوة بحيث تجعل نواب بعض هذه الأحزاب الحاكمة، يميلون إلى اليسار في المطالبة باستثناء الكتب ودور العرض السينمائي والمسرحي والصحف والمجلات من هذه الزيادة.