لقطة من الفيلم
عمان - ناجح حسن - تواصل السفارة التشيكية بعمان عروضها في صالة سينما الرينبو بجبل عمان لاربعة افلام .
ومعلوم ان السينما التشيكية كانت قدمت العديد من الابداعات الرفيعة والتي رفدت المشهد السينمائي العالمي بالوان من الرؤى الجمالية والدرامية منها على سبيل المثال: (قطارات تحت المراقبة) لجيري مينزل ، (ماركيتا لازاروف) لفرانتشك فلاتشيل، (الحفل والمدعوون) ليان نيمتش، و(الحقونا يارجال الإطفاء) و(حب الشقراوات) لميلوش فورمان، بالاضافة الى فيلم (اليد) أحد الأفلام التشيكية البديعة التي انجزت عقب ربيع براغ.
غاصت تلك التجارب الملتزمة بهموم وتطلعات إنسانية، وشقت طريقها بسلاسة الى اشواق ورغبات عشاق الفن السابع، لكنها سرعان ما اصطدمت بعد التحولات السياسية التي عصفت ببراغ بجملة من العوائق البيروقراطية والرقابية، وهو ما قاد السينما في تشيكوسلوفاكيا السابقة، الى الوقوع في دائرة الظل والنسيان ولو الى حين، ثم لم تلبث في النهوض من جديد، بفعل اختيارات العديد من صانعيها الافذاذ الانتقال الى اجواء اخرى، كانت تكفل لهم حرية تصوير افلامهم، ومنهم من ظل يحفر بصمته الخاصة تحت سقف المناخ السائد في وطنه .
وجهت تلك الأفلام انتقادات شديدة للسلطة الحاكمة ابان حقبة الحرب الباردة الدائرة بين قطبي العالم انذاك، لكن يحسب لها انها جاءت مفعمة باشتغالات بصرية ودرامية لافتة باساليب واشكال فنية مليئة برموز ودلالات وايحاءات عميقة المضامين رغم جنوحها الى الدعابة السوداء.
الهمت تلك الاعمال صناع الافلام في ارجاء المعمورة بالكثير من اللقيات والمعالجات الجريئة، والتي طغت على مخيلة عشاق السينما ونشطاء القائمين على نوادي السينما بالعالم، ليس فقط من ناحية النقد السياسي بل أساسا لأنها كانت مزنرة بمفردات مبتكرة في اللغة الجمالية والفكرية التي عدت ثورة حقيقية في تطوير بنية ركائز صناعة الفيلم السينمائي على صعيدي الشكل المضمون.
تتأتى سمة الافلام التشيكية من تلك الاسلوبية الفطنة التي يعمل عليها صانعوها، والتي غالبا ما تتمحور حول التداعيات السياسية المطعمة بمواقف الكوميديا والدعابة السوداء المؤثرة على مصائر شخوص من الافراد والجماعات ، فضلا عن أن بعض أفلامها مستقى من مصادر أدبية وثيقة الصلة بالموروث الثقافي والاجتماعي والسياسي.
خلال السنوات القليلة الفائتة اتيحت الفرصة لقطاع عريض من المجتمع المحلي التواصل مع نماذج من الابداعات التشيكية في السينما عبر نشاطات وفعاليات السفارة التشيكية بعمان او من خلال برامج التعاون والشراكة بين السفارة والهيئة الملكية الاردنية للافلام أو ضمن اختيارات لجنة السينما في مؤسسة شومان في عرضها الاسبوعي المعتاد ، كل ذلك الاهتمام جاء نتيجة لكون الفيلم التشيكي غدا من بين ابرز نماذج السينما العالمية وبراعة صناعها في اثراء السينما بالوان من الرؤى والافكار التي غدت تنهل منها مدارس الفن السابع بالعالم، على غرار جملة من افلام المخرج التشيكي جيري مينزل التي عرضت الماضي بعمان وهي: (كنت في خدمة ملك انجلترا)، (باختصار)، و(طيور معلقة على حبل) .. وهي من نتاجات اكثر من حقبة زمنية في يغلب على الافلام الثلاثة طابع الدعابة والمواقف الكوميدية.
عاينت تلك الافلام العديد من مصائر شخوصها خلال فترات زمنية مليئة بالعنف والقسوة والسوداوية بفعل تحولات سياسية واجتماعية وثقافية حادة، كما جالت تلك الاعمال في ملتقيات ومناسبات سينمائية عالمية، حيث اثارت الاعجاب والجدل، ومنحتها لجان التحكيم في مهرجانات البندقية وبرلين جوائز رفيعة، وهو ما كرس اسم صانعها كقامة رفيعة في عالم السينما المعاصرة، وغدت انجازاته تدرس لطلبة صناعة الافلام في اكاديميات ومؤسسات موزعة في ارجاء العالم.ذاعت شهرة الافلام التشيكية نظرا لما امتلكته من جماليات وافكار جريئة متطورة وغير متكلفة ، ثم عملت الاقلام النقدية على ترويجها والتعريف بها كمنجزات ابداعية تعلي من شان وقيمة لغة الكاميرا والعين السينمائية.وأيام الفيلم التشيكي لهذا العام تستمر لاربعة ايام تحت عنوان «روائع السينما التشيكية» كونها تضم نخبة من أروع الأفلام التشيكية التي نالت جوائز عالمية وتم ترشيحها جميعا لجائزة الأوسكار.
ابتدأت فعاليات الاحتفالية بعرض فيلم (المدرسة الابتدائية)، (حارق الأموات)، (جو شراب الليمون)، وتختتم الاربعاء بالفيلم الكوميدي (القطار تحت المراقبة).