أسامة عباس-براغ
على الرغم من الحشود التي تغص بها العاصمة التشيكية براغ هذه الأيام بمناسبة عيد الفصح، فإن مشهدا آخر مغايرا يلفت الانتباه، حيث تخلو الكنائس -على الأقل وسط المدينة- من المصلين، وفي حين تراجعت أعداد المسيحيين، تسجل الإحصاءات ازديادا ملحوظا بأعداد المسلمين التي ارتفعت لنحو خمسين ألفا.
وفي زيارة لإحدى الكنائس وسط براغ وقت إعلان الصلاة، وجد ثلاثة أشخاص فقط في مجمع الصلاة، وعلق القس المسؤول عن الكنيسة ياروسلاف تشرني على الأمر بالقول إن هناك تراجعا بأعداد المترددين على الكنيسة وعموم مراكز العبادة بالبلاد.
وأضاف تشرني للجزيرة نت أن عدد المحتاجين في بعض الأحيان يلف الانتباه عند مدخل الكنيسة، لكن أغلبهم للأسف لا يعرف حتى الصلاة، وهم غير مهتمين بمعرفة الدين لأسباب تربوية غير صحيحة دفعت بهم إلى التشرد، في حين أن المترددين على المعبد من كبار السن المحافظين على "الإيمان".
صعوبات
في المقابل، قال مسلمون للجزيرة نت إن هناك إشكالات يعانون منها باستمرار مع تزايد أعدادهم بشكل ملحوظ، ومنها الحاجة لأماكن واسعة للعبادة، والترجمة الدقيقة للقرآن الكريم إلى اللغة التشيكية، والتعريف بالإسلام وفرائضه بالبلاد، وكذلك الافتقاد إلى المنابر الإعلامية لعرض مشاكل المسلمين والدفاع عن القضايا التي تشغلهم، والأهم الضغط على الحكومة للموافقة على بناء المساجد خاصة بالأماكن التي لم تعد تتسع للمصلين.
من جانبه يرى رئيس الوقف الإسلامي بالتشيك منيب الراوي أن تلك المطالب بالفعل محقة، ويعاني المسلمون لنيلها، ويبذلون جهدا في سبيل ذلك رغم المشقات والعقبات التي تعترضهم.
وأضاف الراوي للجزيرة نت أنه تم توسيع بعض أماكن العبادة بعد سنوات من المشاكل والعقبات بمدينة تبليسي التي يرتادها الكثير من العرب والمسلمين للعلاج الطبيعي بمصحاتها، ومدينة هراديتس كرالوفي التي ينشط فيها عدد كبير من الطلاب المسلمين، أما اليوم فهناك نشاطات أخرى في مدن يسكنها جالية مسلمة تضاعفت الأعوام الأخيرة الماضية.
ويلفت الراوي إلى أنه لا يمكن القول بأن هنالك تمييزا حكوميا أو رسميا سلبيا تجاه المسلمين بالتشيك، لكن هذه العقبات تأتي من بعض الموظفين أو أصحاب المناصب الإدارية والرسمية ممن لهم توجهات معادية للإسلام، وهذا لا يمثل توجها دستوريا أو قانونيا للعلاقة مع المسلمين بالتشيك.
ويضيف "لذلك سنسعى بإذن الله إلى فتح مصليات ومساجد ومؤسسات تخدم المسلمين وتقوم بالتعريف بالإسلام إذا توفرت عوامل منها وجود إدارات واعية للجالية المسلمة وعاملين ذوي قدرات إدارية وتربوية وشرعية وإعلامية، بالإضافة إلى الدعم المالي".
ويختم الراوي حديثه بالقول إنه "لم يقم أحد حتى الآن بمنعنا من شراء عقار وتحويله إلى مسجد أو مصلى، والدليل على ذلك مدينة تبليسي وهراديتس كرالوفي، حيث افتتحنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة مسجدا بكل منهما من خلال تحويل مبان موجودة أصلاً، ونحن بصدد القيام بذلك في مدن أخرى خلال العام الجاري"
المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/news/pages/a905c247-ceba-4966-b28f-3430e84f0fb5