لندن - محمد عايش، سيدني - رويترز
اصطف عشاق منتجات شركة "آبل" في عدة مدن آسيوية، أمس الجمعة، من أجل الحصول على "آيباد ميني" لكن الجهاز الجديد الذي يزيد سعره عن الأجهزة المنافسة من "جوجل" و"أمازون" اجتذب أعداداً أقل من المعتاد.
وعادة ما يجتذب إطلاق "آبل" لأجهزتها الجديدة طوابير من المشترين الذين يقفون لساعات للفوز بها لكن انتشار أجهزة منافسة ربما استنزف بعض الاهتمام.
ووقف نحو 50 شخصا في انتظار أن يفتح متجر" آبل" في سيدني بأستراليا وهو الذي شهد اصطفاف مئات المشترين عندما أطلقت الشركة أجهزة" آيفون" الجديدة.
وكان يقف في مقدمة الطابور يوم الجمعة باتريك لي الذي كان ينتظر منذ الرابعة والنصف صباحا على أمل الحصول على الجهاز الذي يبلغ طوله 7.9 بوصة.
وقال "إنه خفيف وسهل الاستعمال سوف أستخدمه في قراءة الكتب. إنه أفضل من النسخة الأولى من آيباد".
وكانت هناك طوابير من مئة شخص أو أكثر أمام متاجر آبل في طوكيو وسول عند طرح الجهاز للبيع لكن عندما فتح متجر آبل الضخم في هونغ كونغ أبوابه كان عدد العاملين يفوق عدد الزبائن.
و"آيباد ميني" هو أول جهاز تغزو به آبل سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية الصغيرة ويمثل أحدث مواجهة في حرب الإلكترونيات المحمولة العالمية التي تتنافس فيها شركات مثل جوجل رائدة محركات البحث على الإنترنت وأمازون دوت كوم ومايكروسوفت عملاق البرمجيات.
ولقي "آيباد ميني" الذي تم الكشف عنه الأسبوع الماضي والذي يبلغ سعره 329 دولاراً ترحيباً واسعاً وانحصر النقد في أن شاشته أقل جودة من منافسيه وسعره أعلى. ويحمل الجهاز الجديد معظم مواصفات النسخة الأولى لكن في حجم أصغر.
في لندن
وفي وسط العاصمة البريطانية لندن، بدا متجر "آبل" خالياً من الطوابير طوال يوم الجمعة الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، وهو موعد طرح "آيباد ميني"، رغم أن المتجر الواقع في شارع "ريجنت ستريت" وسط العاصمة البريطانية، هو أكبر معرض لشركة "آبل" الأمريكية في القارة الأوروبية بأكملها.
وخلافاً للتوقعات السابقة، وما جرت عليه العادة عند طرح "آبل" لأي منتج جديد، فلم تشهد متاجر الشركة في بريطانيا أي طوابير أو ازدحام، ومن توجه إلى أي من فروعها في لندن كان بمقدوره شراء المنتج الجديد خلال دقائق معدودة، في مؤشر على ضعف الإقبال على "آيباد ميني" مقارنة بأية أجهزة أخرى.
وقال موظف مبيعات في متجر "آبل" الرئيس وسط لندن لـ"العربية.نت"، إن أعداداً كبيرة من الزبائن زارت المعرض للاطلاع على المنتج الجديد، وأعداداً كبيرة أيضاً قامت بشرائه فعلاً، مؤكداً أن أعداد الزبائن فاقت الأيام القليلة الماضية، إلا أنه اعترف بأن "الإقبال كان أقل بكثير من التوقعات".
وأشار الموظف الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إلى أن الشركة كانت قد استعدت لإعداد أكبر بكثير من الذين حضروا بالفعل، مشيراً إلى أن مئات الزبائن اصطفوا في طوابير يوم طرح "آيفون 5" منذ ساعات الصباح الأولى في انتظار الحصول على هواتفهم، وهو الأمر الذي لم يحدث أبداً في يوم طرح "آيباد ميني".
لكن الموظف الذي تحدث لـ"العربية.نت" مساء الجمعة، توقع أن تسجل مبيعات "آيباد ميني" ارتفاعاً كبيراً خلال عطلة نهاية الأسبوع، أي يومي السبت والأحد، مشيراً إلى أن الكثير من الزبائن يفضلون زيارة متجر "آبل" في أوقات فراغهم من أجل قضاء وقت أطول، فضلاً عن أن الأسواق تنتعش أصلاً في نهاية كل أسبوع، كما توقع أيضاً أن تسجل مبيعات المنتج الجديد ارتفاعاً أيضاً الشهر المقبل، مع بدء موسم شراء الهدايا عشية أعياد الميلاد والسنة الجديدة.
لكن الكثير من المراقبين والمتابعين لسوق الحواسيب والهواتف الذكية يرون في "آيباد ميني" منافساً ضعيفاً للمنتجات الأخرى، حيث إنه من المفترض أن ينافس بالدرجة الأولى جهاز "كندل فاير" الذي تنتجه شركة "أمازون" الأمريكية، وهو الجهاز الذي يلقى رواجاً كبيراً في أوساط البريطانيين.
ويرى الكثير من المستخدمين أن سعر جهاز "آيباد ميني" يجعله منافساً ضعيفاً، حيث يبدأ سعره في بريطانيا بـ269 جنيهاً استرليني، بالنسبة للأجهزة ذات المواصفات الأقل، بينما تباع أجهزة "كندل" بأقل من ذلك بنحو 100 جنيه استرليني، ويظل الفارق كما هو على اختلاف المواصفات والأسعار.
وكانت التوقعات السابقة تتحدث عن أن شركة "آبل" ستطرح جهازها الجديد بمئتين وخمسين دولاراً (156 جنيهاً استرلينياً).
وسجل سهم "آبل" هبوطاً حاداً في سوق الأسهم الأمريكية بنسبة زادت على 3.5% يوم الجمعة بالتزامن مع طرح الجهاز الجديد للبيع في الأسواق.