أسامة عباس- براغ
شكلت الدراسات المتعلقة بالعالم العربي محور اهتمام لدى الباحثين التشيك منذ عشرات السنين، وتجسد هذا في أسماء كبيرة قدمت دراسات مهمة عن المنطقة.
معهد الاستشراق الذي ظهر عام 1922 في دولة تشيكوسلوفاكيا قبل الانقسام، اعتمد على التاريخ الطويل للاهتمام التشيكي أكاديميا والمجتمعات الشرقية وخاصة العربية، وشكل في تلك الفترة مصدرا يعتمد عليه حتى الآن.
وتبرز في تاريخ الاهتمام التشيكي أعمال بدرجيخ هرزوني، الذي قدم دراسات مهمة عن الأناضول وآسيا الصغرى، بينما قدم ألويس موسيل أبحاثا عن فلسطين والأردن وقبائل البدو، وتميز في إعداد الخرائط في المناطق العربية، بالاضافة إلى يان تاوير الذي ترجم إلى التشيكية حكايا ألف ليلة وليلة وكتابات حول فن العمارة الإسلامية وقضايا تاريخية عربية مهمة.
بحث غني
ويرى البروفيسور التشيكي المستشرق الشهير لوبش كروباتشيك، أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة كارل، أن البحث العلمي في مجال الدراسات العربية في أوروبا الوسطى غني ومميز.
وأوضح كروباتشيك بحديثه للجزيرة نت أن البروفيسور رودولف دفورجاك (1860-1920) يعتبر من أهم وأفضل مؤسسي الدراسات الشرقية، حيث كان اهتمامه واسعا وشاملا تضمن دراسة علوم اللغات العبرية والعربية والإنجيل والساميات والفارسية والتركية، إضافة إلى الكتابة المسمارية.
البروفيسور رودولف دفورجاك يعتبر من أهم وأفضل مؤسسي الدراسات الشرقية (الجزيرة نت)
ونشر دفورجاك كتابا حول دور العرب الحضاري بأوروبا 1884، ثم بحثا عن الكلمات الأجنبية بالقرآن الكريم 1885، ثم ركز جهوده فيما بعد على الشعر العربي وأدب الرحلات والجغرافيا العربية، وأشار كروباتشيك إلى أن دفورجاك اهتم أيضا بحياة الشاعر أبي فراس الحمداني ونشر دراسة عنه مع ترجمة تشيكية لأشعاره.
ولفت كروباتشيك إلى أن الدكتور التشيكي إيفان هربك في أواسط القرن التاسع عشر، قام بترجمة القرآن الكريم إلى التشيكية بشكل دقيق جدا بعد أن أمضى عشرين عاما في دراسة علوم المجتمعات الإسلامية والشرقية، كما قدم دراسة مميزة عن أول رحالة عربي يطأ الأراضي التشيكية، وهو التاجر إبراهيم بن يعقوب، وذالك في منتصف القرن العاشر الميلادي.
وذكر كروباتشيك أن البروفيسور بيتراتشيك قام بتطوير الأبحاث اللغوية حيث قام بإعداد جيل كامل من المهتمين باللغة العربية وأدبها الحديث، بعد أن ترجم منها العديد من الكتب والأشعار بدقة لفتت انتباه المهتمين بشكل مثير.
من جانب آخر نشر معهد الاستشراق التشيكي بحثا علميا أبرز فيه أن الباحثين التشيك بعد أكثر من تسعين عاما يتناولون اليوم القضايا الأكثر تأثيرا في تطور الحضارة الشرقية، مثل ثقافة العادات والتقاليد التي أنتجتها العلوم الأدبية والدينية.
المصدر:الجزيرة