براج (أ ش أ )
دفنت السلطات التشيكية رفات اثنى عشر شخصا من ذوى العرقية الألمانية بمدينة "جيلافا" بمنطقة فيوسوتشينا فى التشيك بعد نقلها من مقبرة جماعية قبل عامين فى حقل "بودينكا" بالقرب من مدينة دوبرونين التشيكية.
وذكر راديو "براج" أن هناك مزاعما باحتواء المقبرة الجماعية على رفات ضحايا "حراس الثورة" الذين قتلوا فى الشهر الأخير من الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن نحو 200 شخص حضروا الصلوات على رفات القتلى بكنيسة سان جاكوب فى "جيلافا"، ودعا القس ديتر لانج فى كلمته إلى المصالحة بين التشيك وألمانيا.
وأشار الراديو إلى أن عددا من المدن والقرى التشيكية شهدت أعمالا من العنف متزامنة فى شهرى مايو ويونيو عام 1945 ارتكبها الناطقون باللغة التشيكية ضد ذوى العرقية الألمانية، وفى الفترة بين عامى 1945 -1947 أجبرت حكومة "تشيكوسلوفاكيا" فى ذلك الوقت ثلاثة ملايين من ذوى العرقية الألمانية والمجرية على مغادرة أراضيها، استنادا إلى ما يسمى مراسيم "بينيس".
وارتكبت مجموعة من "الحرس الثورى" المكلف بممارسة السلطة الانتقالية فى تشيكوسلوفاكيا بعد الحرب العالمية الثانية، مجزرة راح ضحيتها 12 مزارعا ألمانيا دفنوا فى مقبرة جماعية فى مايو عام 1945.
من جانبه قال الصحفى التشيكى ميروسلاف ماريس "ما من دليل ملموس على أن الضحايا اخطئوا فى حق التشيكيين".
وطالب بإجراء تحقيق رسمى فى المذبحة بعدما عثر بالصدفة عبر الإنترنت فى عام 2009 على وثيقة خاصة بتاريخ دوبرونين التى كان يقطنها 2000 نسمة غالبيتهم من الناطقين بالألمانية حتى عام 1945، والتى ضمتها ألمانيا النازية إثر اتفاقات ميونيخ فى سبتمبر 1938.
وفى مارس 1939، اجتاح النازيون بقية البلاد لإقامة "محمية بوهيميا-مورافيا" تحت رعاية هتلر، وبعد انتهاء الحرب صودرت كل ممتلكات الألمان وطردوا من تشيكوسلوفاكيا بموجب مراسيم وقعها رئيس البلاد حينها ادوارد بينيس.
وانتهى التحقيق الرسمى الذى أجرى فى دوبرنين فى أغسطس 2010 إلى اكتشاف رفات ضحايا فى حقل "بودينكا" قرب دوبرونين وتقرر دفن رفاتهم رسميا اليوم فى جيلافا كبرى مدن المنطقة.
يذكر أن فاتسلاف هافيل، مهندس الثورة المخملية فى التشيك، كان قد قدم اعتذارا للألمان بعد انتخابه رئيسا للبلاد فى عام 1990.