براغ - ميشائيل هايتمان - تواجه الان جماهير المسرح التشيكية تساؤلات صعبة بشأن ماضيها الشيوعي في ظل تزايد عدد المسرحيات التي من تأليف الكتاب المسرحيين المنغمسين في النشاط السياسي.
والكثيرون من هؤلاء الكتاب يعتبرون أنفسهم أنهم يسيرون على خطى فاسلاف هافل الرئيس السابق للبلاد الذي ترك بصمته ككاتب شهير.
في ظل إعلان حالة الحداد الوطني في البلاد عقب وفاة هافل في كانون أول /ديسمبر الماضي واجهت المسارح معضلة تمثلت في إغلاق أبوابها أو رفع ستائرها تكريما للمؤلف المسرحي وكاتب المقالات والشاعر.
وتوصل المسرح الصغير في بالوشراد ، وهو المكان الذي عمل هافل فيه لسنوات طويلة ، إلى حل وسط وهو عرض مسرحية واحدة فقط وهي "الحرب التشيكية" من تأليف المؤلف المسرحي الشاب ميروسلاف بامبوسيك. اختيار هذه المسرحية ، التي تركز على مقاومة الشيوعية ، عكس رغبة المسرح في أن يكون له موقف سياسي مثلما حدث في ستينيات القرن الماضي عندما كان هافل في سن الشباب.
غير أنه طيلة فترة من الزمن كان تحرك من هذا القبيل سيعتبر أمرا غير مقبول. وقد أعقب الحركة المؤيدة للديمقراطية في عام 1989 مرحلة أكثر هدوءا استمرت حتى قبل سنوات قليلة فقط.
إذ يقول أوندريه سيرني مدير المسرح القومي في براغ إنه بعد الاحداث المدوية التي شهدها عام 1989 صار العمل المسرحي في جمهورية التشيك أكثر محافظة ومؤيدا للدولة.
لكن سيرني أضاف وهو في مكتبه المطل على نهر فلتافا أنه منذ أن فقد الزعماء الحاليون رضا الشعب "أصبح من الطبيعي أن يعارض المفكرون والفنانون مؤسسة الحكم".
في حانة بالمسرح في بالوشريد جلس الشاب بامبوسيك أحد كتاب المسرح الواعدين من جيل الشباب.
يقول بامبوسيك "لقد كنت دوما أعتبر المسرح مكانا يعكس تأثير القضايا المعاصرة علينا".
ومسرحياته تصطدم مع القوالب الجامدة للمجتمع وهو لا يستنكف الدخول في صراعات من هذا القبيل. ففي عام 2005 عرض مسرحية له تدور حول مذبحة تعرض لها عدد من الالمان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وهناك مسرحية أخرى من مسرحياته المثيرة للجدل تركز على اليورانيوم وهو موضوع جرئ في بلد تحظى فيه الطاقة النووية بأغلبية واسعة. وجرى تمثيل مسرحيته في مخبأ عسكري حصين ضخم بمركز دفاع جوي سابق . في مسرحية الحرب التشيكية يركز بامبوسيك على المقاومة المسلحة للشيوعية.
الاضواء في هذه المسرحية تتركز على مقاتلين من أمثال الاخوة ماسين الذين شقوا طريقهم إلى الغرب في خريف عام 1953. وسقط العديد من رجال الشرطة في ألمانيا الشرقية السابقة في المعارك التي دارت مع هؤلاء الاشقاء.
حول هذه المسرحية قال بامبوسيك "على المرء أن ينطق فقط اسم "الاخوة ماسين" حتى تجد الجميع ترتعد فرائصهم". ولا يزال التشيكيون يعتبرون هؤلاء الاخوة سفاكي دماء وليسوا مقاتلين في حركة المقاومة.
غير أن بامبوسيك يقول بقدر من التروي "الناس هنا لا يخطر في ذهنهم أن النظام الشيوعي لم يأبه بقتل أعداد لا تحصى من المواطنين ".
هناك مؤلف مسرحي آخر يدعى كارل شاجيرفالد لكنه على خلاف بامبوسيك يمارس الصحافة أيضا . وجرى عرض مسرحيته "منزلي البعيد" لاول مرة في المسرح القومي في شباط /فبراير الماضي.
لكن شاجيرفالد أيضا ينتقد بشدة عدم استعداد المجتمع للاعتذار لضحايا الشيوعية.
وتدور مسرحيته حول سيدة تقضي 15 عاما في السجن بعد اتهامها عن طريق الخطأ بمعاونة الهاربين. وهي ما أن تتمكن من استرداد منزلها حتى ترزح تحت عبء قيمة الرهن الذي يستمر في الزيادة أثناء فترة غيابها عنه.
وتركز المسرحية على هذا المفارقة ويقول الكاتب المسرحي إن مسرح العبث في أوروبا كان له "تأثيره الضخم" على التشيكيين.
فقد كان لكتاب المسرح الذين نشطوا في فرنسا من أمثال صامويل بيكت ويوجين يونسكو مصدر الهام لهافل وآخرين حيث عرضت أعمالهم أثناء ربيع براغ في ستينيات القرن الماضي. ويعتبر كثيرون أن أعمال هافل أقل حدة وأكثر اتساما بروح الفكاهة من المسرحيات الفرنسية .
أثناء ربيع براغ شاهد شايجرفالد مسرحيات هافل وهي تعرض على خشبة المسرح قبل أن يصدر قرار بحظرها. وهو يقول "لم نكن نراها مسرحيات تنتمي إلى مسرح العبث مطلقا. فقد بدت مسرحيات واقعية تعكس شكل المجتمع آنذاك". لكن كثيرين من التشيكيين ليس لديهم رغبة اليوم في التعامل مع الماضي.
ويقول شايجرفالد "البلاد تتمتع الان بحرية منقطعة النظير لم تشهدها من قبل مثل أي شئ آخر . الحكومات هنا لا حول لها ولا قوة حقيقة ولم يعد أحد يخاف منها. والمشكلة هنا هي الانسان وليس السياسة".
والكثيرون من هؤلاء الكتاب يعتبرون أنفسهم أنهم يسيرون على خطى فاسلاف هافل الرئيس السابق للبلاد الذي ترك بصمته ككاتب شهير.
في ظل إعلان حالة الحداد الوطني في البلاد عقب وفاة هافل في كانون أول /ديسمبر الماضي واجهت المسارح معضلة تمثلت في إغلاق أبوابها أو رفع ستائرها تكريما للمؤلف المسرحي وكاتب المقالات والشاعر.
وتوصل المسرح الصغير في بالوشراد ، وهو المكان الذي عمل هافل فيه لسنوات طويلة ، إلى حل وسط وهو عرض مسرحية واحدة فقط وهي "الحرب التشيكية" من تأليف المؤلف المسرحي الشاب ميروسلاف بامبوسيك. اختيار هذه المسرحية ، التي تركز على مقاومة الشيوعية ، عكس رغبة المسرح في أن يكون له موقف سياسي مثلما حدث في ستينيات القرن الماضي عندما كان هافل في سن الشباب.
غير أنه طيلة فترة من الزمن كان تحرك من هذا القبيل سيعتبر أمرا غير مقبول. وقد أعقب الحركة المؤيدة للديمقراطية في عام 1989 مرحلة أكثر هدوءا استمرت حتى قبل سنوات قليلة فقط.
إذ يقول أوندريه سيرني مدير المسرح القومي في براغ إنه بعد الاحداث المدوية التي شهدها عام 1989 صار العمل المسرحي في جمهورية التشيك أكثر محافظة ومؤيدا للدولة.
لكن سيرني أضاف وهو في مكتبه المطل على نهر فلتافا أنه منذ أن فقد الزعماء الحاليون رضا الشعب "أصبح من الطبيعي أن يعارض المفكرون والفنانون مؤسسة الحكم".
في حانة بالمسرح في بالوشريد جلس الشاب بامبوسيك أحد كتاب المسرح الواعدين من جيل الشباب.
يقول بامبوسيك "لقد كنت دوما أعتبر المسرح مكانا يعكس تأثير القضايا المعاصرة علينا".
ومسرحياته تصطدم مع القوالب الجامدة للمجتمع وهو لا يستنكف الدخول في صراعات من هذا القبيل. ففي عام 2005 عرض مسرحية له تدور حول مذبحة تعرض لها عدد من الالمان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وهناك مسرحية أخرى من مسرحياته المثيرة للجدل تركز على اليورانيوم وهو موضوع جرئ في بلد تحظى فيه الطاقة النووية بأغلبية واسعة. وجرى تمثيل مسرحيته في مخبأ عسكري حصين ضخم بمركز دفاع جوي سابق . في مسرحية الحرب التشيكية يركز بامبوسيك على المقاومة المسلحة للشيوعية.
الاضواء في هذه المسرحية تتركز على مقاتلين من أمثال الاخوة ماسين الذين شقوا طريقهم إلى الغرب في خريف عام 1953. وسقط العديد من رجال الشرطة في ألمانيا الشرقية السابقة في المعارك التي دارت مع هؤلاء الاشقاء.
حول هذه المسرحية قال بامبوسيك "على المرء أن ينطق فقط اسم "الاخوة ماسين" حتى تجد الجميع ترتعد فرائصهم". ولا يزال التشيكيون يعتبرون هؤلاء الاخوة سفاكي دماء وليسوا مقاتلين في حركة المقاومة.
غير أن بامبوسيك يقول بقدر من التروي "الناس هنا لا يخطر في ذهنهم أن النظام الشيوعي لم يأبه بقتل أعداد لا تحصى من المواطنين ".
هناك مؤلف مسرحي آخر يدعى كارل شاجيرفالد لكنه على خلاف بامبوسيك يمارس الصحافة أيضا . وجرى عرض مسرحيته "منزلي البعيد" لاول مرة في المسرح القومي في شباط /فبراير الماضي.
لكن شاجيرفالد أيضا ينتقد بشدة عدم استعداد المجتمع للاعتذار لضحايا الشيوعية.
وتدور مسرحيته حول سيدة تقضي 15 عاما في السجن بعد اتهامها عن طريق الخطأ بمعاونة الهاربين. وهي ما أن تتمكن من استرداد منزلها حتى ترزح تحت عبء قيمة الرهن الذي يستمر في الزيادة أثناء فترة غيابها عنه.
وتركز المسرحية على هذا المفارقة ويقول الكاتب المسرحي إن مسرح العبث في أوروبا كان له "تأثيره الضخم" على التشيكيين.
فقد كان لكتاب المسرح الذين نشطوا في فرنسا من أمثال صامويل بيكت ويوجين يونسكو مصدر الهام لهافل وآخرين حيث عرضت أعمالهم أثناء ربيع براغ في ستينيات القرن الماضي. ويعتبر كثيرون أن أعمال هافل أقل حدة وأكثر اتساما بروح الفكاهة من المسرحيات الفرنسية .
أثناء ربيع براغ شاهد شايجرفالد مسرحيات هافل وهي تعرض على خشبة المسرح قبل أن يصدر قرار بحظرها. وهو يقول "لم نكن نراها مسرحيات تنتمي إلى مسرح العبث مطلقا. فقد بدت مسرحيات واقعية تعكس شكل المجتمع آنذاك". لكن كثيرين من التشيكيين ليس لديهم رغبة اليوم في التعامل مع الماضي.
ويقول شايجرفالد "البلاد تتمتع الان بحرية منقطعة النظير لم تشهدها من قبل مثل أي شئ آخر . الحكومات هنا لا حول لها ولا قوة حقيقة ولم يعد أحد يخاف منها. والمشكلة هنا هي الانسان وليس السياسة".