براغ : بدأ الواقع الحياتي السوري يطل على زوار مركز "افيون" في مدينة برنو ثاني اكبر المدن التشيكية من خلال معرض للصور الكبيرة عن سوريا هو الأول من نوعه الذي يقام في هذه المدينة ويحمل تسمية سوريا (اللا) جريئة.
صاحبة الصور رادكا سيدلاتشكوفا قالت في حديث "لإيـــلاف" بان تنظيم المعرض يتم بالتعاون بين تجمع المختصين التشيك بآثار منطقة مابين النهرين (بلاد الرافدين) وقسم الآثار القديمة في جامعة ماساريك بمدينة برنو.
وأشارت إلى أن المعرض يتضمن 12 صورة من الحجم الكبير تم التقاطها في أيار مايو من عام 2010 في منطقة تل عربيد الواقعة شمال شرق سورية خلال عمليات التنقيب عن الآثار التي يقوم بها فريق أثار تشيكي من جامعة ماساريك هناك.
وأوضحت أن الهدف من المعرض الذي سيستمر لفترة شهر هو تقديم صورة واقعية عن الحياة العادية للمواطنين السوريين في شمال شرق البلاد وتعريف الناس في نفس الوقت بأعمال التنقيب التي تقوم بها البعثة الأثرية التشيكية في سوريا منذ عام 2005.
وأشارت إلى أن الهدف من المعرض أيضا هو تقديم تخصص "البحث والتنقيب عن الآثار " للناس على انه فرع علمي ممتع وهام مؤكدة أن هذا المعرض هو النشاط الأول في هذا الاتجاه وستعقبه في المستقبل محاضرات وعروض مختلفة.
ولفتت إلى أن ريع هذا المعرض سيقدم لمواطنين سوريين كانوا قد عملوا لصالح البعثة الأثرية التشيكية في منطقة تل عربيد مشيرة إلى أن عمل البعثة الأثرية قد توقف الآن في سورية بسبب الأحداث الجارية فيها وانه تتم متابعة الأوضاع في سوريا من قبل المختصين بالآثار في جامعة برنو.
وحول طبيعة المهام التي كانت تقوم بها البعثة الأثرية التشيكية في سوريا قالت أن معهد الآثار في كلية الفلسفة في جامعة ماساريك قد تلقى دعوة للتعاون من قبل البروفيسور البولوني بيوتر بيلينسكي من جامعة وارسو الذي يقوم منذ سنوات طويلة مع فريق له بالتنقيب في هضبة تل عربيد التي يبلع ارتفاعها نحو 30 مترا ومساحتها 38 هكتارا عن البقايا الأثرية من الحقبة البرونزية أي من القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد.
وأوضحت أن البعثة التشيكية تركز في تنقيبها هناك على أسلوب الحياة الذي كان سائدا في تلك المنطقة قبل 8 آلاف عام ولاسيما على كيفية حياة الناس آنذاك ونوعية الأعمال التي كانوا يقومون بها والمواد والوسائل التي استخدموها وكيفية دفن موتاهم وأدوات الزينة التي استخدموها.