جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

منتدي لربط اعضاء جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا في حضرموت للتعارف وتبادل الاراء والافكار وتوطيد العلاقات فيما بينهم


    حتى لا يصبح الربيع أصفر! * رشاد أبو داود

    avatar
    MATRANKO


    عدد المساهمات : 369
    تاريخ التسجيل : 06/06/2009

    حتى لا يصبح الربيع أصفر! * رشاد أبو داود Empty حتى لا يصبح الربيع أصفر! * رشاد أبو داود

    مُساهمة  MATRANKO الإثنين أكتوبر 17, 2011 4:45 am



    عندما قام فاتسلاف هافل بهندسة اسقاط الشيوعية في بلاده آنذاك «تشيكوسلوفاكيا» لم يكن يدور في ذهنه أن ما بعد «التحرر» من الحقبة الستالينية ستأتي حقبة أسوأ في كل شيء، ما عدا الحرية بالمفهوم الغربي.

    فهذا الكاتب الساخر قاد الثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا في نهاية العام 1989 ثم أصبح أول رئيس لجمهورية التشيك بعد أن تمت عملية بتر للجمهورية الأم تشيكوسلوفاكيا التي كانت بدورها توحدت من الجمهوريتين التشيك وسلوفاكيا بعد الحرب العالمية الأولى.

    بمعنى أن عمليتين جراحيتين أجريتا لشعوب وأراضي التشيك وسلوفاكيا في الفترة من 1918 الى 1992 حيث تم الفصل وسبق هذه التحولات ما عرف بـ «ربيع براغ» لعام 1968 حيث أعلن رئيس تشيكوسلوفاكيا الكسندر دوبتشيك تحفظه على سياسة الاتحاد السوفييتي المهيمن على دول الكتلة الشرقية ما حدا بالجيش الاحمر الى اقتحام العاصمة براغ واسقاط دوبتشيك .

    نستذكر تجربة «الحرية» في تشيكوسلوفاكيا والتي بدأت بـ «ربيع براغ» ونحن نشاهد ونرقب ما يعرف الآن بـ «الربيع العربي».

    ثمة وجه شبه لكن عليه آثار جروح تقسيم.. وبعد التقسيم اقتصاد يتسول وشعوب تعيد بناء أجسادها وتبحث عن هويتها!

    من يقسّم العالم متى يشاء، أينما يشاء، وكيفما يشاء؟ وهل يجب دائماً أن يكون التقسيم ثمناً للحرية؟ وهل التوحيد القسري بالقوة قدر الشعوب الضعيفة.

    ما من تقسيم للشعب العربي؛ كان للشعب فيه رأي أو مصلحة أو حرية. وما من وَحدة أو مشروع وَحدة الاّ وأجهض بالقوة العسكرية أو السياسية أو بقنابل الفتنة.

    هل هي إذن لعنة التقسيم أم نقمة الوَحدة؟! ما حدث في مصر ضد الاقباط يدمي عصب الوحدة. وما هو مخطط لسوريا يفقأ عينيها. واليمن معلق على تفاصيل صفقة مشبوهة و.. طبعاً كانت البداية في العراق أما السودان فقد ظنت الخرطوم أن انفصال جوبا انقذها من عقاب أليم ولم تدرك أن الدور قادم عليها.
    انها مرحلة التفتيت التي تعيشها الأمة الآن. الانفصال سمة «الأقوياء» ودس السم في العسل. الاعتصامات والمظاهرات بداية والآتي أخطر.
    الدولة الكردية في شمال العراق قائمة. مخطط الدولة القبطية جاهز منذ عشرات السنين، الدولة الدرزية أيضاً والمارونية كذلك. هل «الربيع العربي» بداية شتاءات باردة وصقيع يقصم الظهر ويقسم الشعب العربي الى حارات ولكل حارة «مختار» مبجّل لا يرتدي عمامة وقفطانا كما في العهد العثماني بل عمامة وربطة عنق وجينزا وتحت الكل قلنسوة غير مرئية. لا يراها هو ولا غيره، فقط يراها الذي أكل الثور الأبيض أولاً!!
    لقد دخل الخريف ويقترب الشتاء وما زال الربيع العربي يحبو.. يحبو ويتعثر ولا ربيع على الارض سوى الدم.
    مصر ما زالت في عهدة العسكر والحكومة تقدم استقالتها ظهراً وفي المساء يخرج نفي مبطن «كانت مسوّدة استقالة لا استقالة»! تونس ما تزال تبحث عن مخرج، ليبيا تُعصر حتى آخر قطرة نفط.

    وسوريا أمرها صعب ولدى الحكم أوراق ربما كانت إحداها صفقة تبادل الأسرى. وفي اليد ما زالت ورقة «سفارة اسرائيلية في دمشق».
    لو.. لو أن الربيع العربي يخضّر أكثر!!

    لو أن للحرية ثمنا غير هذا التفتيت المبرمج!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 11:29 am