جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا حضرموت

منتدي لربط اعضاء جمعية الدارسين بتشيكيا وسلوفاكيا في حضرموت للتعارف وتبادل الاراء والافكار وتوطيد العلاقات فيما بينهم


    ثورة تشيكوسلوفاكيا المخملية غيّرت وجه أوروبا

    avatar
    marcel


    عدد المساهمات : 240
    تاريخ التسجيل : 13/06/2009

    ثورة تشيكوسلوفاكيا المخملية غيّرت وجه أوروبا  Empty ثورة تشيكوسلوفاكيا المخملية غيّرت وجه أوروبا

    مُساهمة  marcel الثلاثاء أغسطس 02, 2011 6:46 am

    التنازلات بدأت بتحرير الإعلام وإعلان الجيش حياده وانتهت بإلغاء المادة التي تحصر الحكم في الحزب الشيوعي وبانتخاب أبرز معارض رئيساً للجمهورية

    بقلم: محمد الحسيني
    كانت الثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا (17 نوفمبر الى 29 ديسمبر 1989) محركا فعالا لما سيليها من ثورات الألوان السلمية التي ستغير وجه أوروبا كنتيجة لنهاية الحرب الباردة وتداعي الاتحاد السوفييتي.
    في البداية لابد من الإشارة الى ان هذا النوع من الثورات يستند الى فكرة العصيان المدني او المقاومة السلمية وأشهر رموزها تاريخيا غاندي وقبله المفكر الاميركي هنري ديفيد تورو (1817-1862) صاحب كتاب «العصيان المدني» الذي كان له تأثير كبير على كبار مفكري وسياسيي القرن العشرين.
    كانت تشيكوسلوفاكيا الفيدرالية (التي انقسمت عام 1993 الى جمهوريتي تشيكيا وسلوفاكيا فيما عرف بالطلاق المخملي لأنه تم سلميا ايضا) لاتزال في قبضة الحكم الشيوعي الذي ارساه الاتحاد السوفييتي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فيما كان يسمى بدول الكتلة الشرقية او دول حلف وارسو الذي انشئ لمواجهة حلف «الناتو» الخاضع لتوجيه الولايات المتحدة، وفي المرة الأولى التي تعرض فيها الحكم الشيوعي لهزة فيما سمي بأحداث «ربيع براغ» عام 1968 اجتاحت قوات «حلف وارسو» بقيادة سوفييتية تشيكوسلوفاكيا وقمعت الانتفاضة، وأعادت الهيبة للحكم الشيوعي الذي لم يتعرض لخطر مشابه حتى 1989 الذي كانت احداثه كفيلة بإسقاط هذا النظام دون قطرة دم واحدة.
    طوال فترة الحكم الشيوعي منذ 1948 كانت الأحزاب ممنوعة وكذلك الطوائف ولذلك كان اول شعار رفعته الثورة المخملية تعديل المادة الدستورية التي تنص على ان للحزب الشيوعي «دورا قياديا».
    ولم تخل احداث الثورة من بعض المواقف الغريبة فقد بدأت بكذبة.. وانتهت بانتخاب فاكلاف هافل رئيسا من قبل النواب الشيوعيين الذين كانوا قد اعلنوه «منشقا متمردا» وطالبوا بسجنه قبل ايام من انتخابه.
    في 16 نوفمبر 1989 خرجت مجموعات من الطلبة في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا الى الشوارع في احدى المناسبات الوطنية وكالمعتاد كانت قوات الأمن في حالة استنفار لمواجهة اي طارئ الا ان الامور سارت بهدوء وارسل الطلاب وفدا الى وزارة التعليم وعرضوا مطالبهم المتركزة في حرية التعبير والمطالبة بالحد من الفساد السياسي والإداري.
    وفي اليوم التالي خرجت مظاهرات مماثلة في العاصمة براغ في تشيكيا ضمت نحو 20 الف طالب حاصرتها قوات الأمن وحصلت مواجهات صاخبة، استمرت في تصاعد وقدر عدد المتظاهرين في 27 نوفمبر بنحو نصف مليون في براغ وحدها.
    الغريب أن احد العملاء السريين في الشرطة لودفيك زيفكاك اندس بين الطلبة ورمى نفسه ارضا كما لو انه ميت وانتشرت شائعة قتل الطالب كالنار في الهشيم مثيرة الغضب في اوساط المثقفين والفنانين الذين قرروا الانضمام الى المحتجين في حركة عصيان مدني تطورت يوما بعد يوم حيث اتسعت المظاهرات ما دفع بالشيوعيين الى تنازل بعد آخر حتى انتهت بإنهاء نظامهم، والحقيقة ان هذه التطورات الداخلية كانت تغذيها وسائل الاعلام المجاورة في ألمانيا الغربية والنمسا التي كان المواطنون يلتقطون بثها والتطورات المتزامنة في ألمانيا الشرقية بعد اشهر من سقوط جدار برلين وما تلاه من احداث.
    كل ذلك كان يحصل والاتحاد السوفييتي في غيبوبة يعيش اجواء التفكك وتنامي حركات الاستقلال بين جمهورياته، ولم يصدر عنه ما يظهر معارضة للتغير في تشيكوسلوفاكيا ولكن تبين لاحقا ان المسؤولين السوفييت لم يكونوا يتوقعون سقوط النظام الشيوعي بالكامل وبسرعة كهذه.
    وفيما يلي ابرز التنازلات التي حصلت عليها الثورة المخملية:
    في 23 نوفمبر وبينما انتشرت معلومات عن استعداد الجيش للتدخل لصالح النظام أعلن وزير الدفاع في مؤتمر صحافي متلفز أن الجيش لن يقوم بمواجهة المواطنين.
    في 24 نوفمبر بث التلفزيون الرسمي أول تصريحات للمعارض آنذاك فاكلاف هافل لأول مرة في تاريخه وبعد ذلك انضم عدد من كتاب الصحف إلى المعارضة علنا.
    في 29 نوفمبر وافق البرلمان على إلغاء المادة الدستورية التي تنص على قيادة الحزب الشيوعي للبلاد، وفي 30 نوفمبر ألغيت مبادئ الثورة الشيوعية ومبادئ الماركسية ـ اللينينية من المناهج.
    وفي 3 ديسمبر اقدم الرئيس غوستاف هوداك على تعيين حكومة جديدة ضمت 15 وزيرا شيوعيا و5 غير شيوعيين لكنها رفضت من قبل المعتصمين.
    وفي 4 ديسمبر رفعت الدولة القيود عن السفر الى النمسا وألغت البيانات الإلزامية التي كان مفروضا على المواطنين تقديمها قبل السفر وكانت ردة الفعل ان غادر اكثر من 200 الف تشيكوسلوفاكي الى النمسا في عطلة نهاية الأسبوع الأول بعد رفع الحظر لزيارة المدن النمساوية.
    وفي 8 ديسمبر اعلن الرئيس العفو عن كل الجرائم السياسية واطلاق كل السجناء السياسيين.
    وفي 11 ديسمبر ازيلت الحواجز على الحدود مع ألمانيا الغربية.
    وفي 21 ديسمبر اعلن رسميا عن حل «ميليشيا الشعب» التي كانت تحمي النظام منذ عام 1948، ولم تتلق خلال الثورة أوامر بمهاجمة المتظاهرين.
    وانتهت الامور كلها بانتخاب هافل رئيسا للبلاد في 29 ديسمبر بعد أيام على اعتباره خائنا من قِبل من انتخبوه وتم إلغاء المادة التي تحصر القيادة بالحزب الشيوعي والسماح بتعدد الأحزاب ثم انتخابات حرة والانتقال لاقتصاد السوق منذ عام 1990 لتكتمل فصول الثورة المثيرة للجدل التي فتحت الباب أمام كثير من الأسئلة: لماذا لم تتحرك الشرطة خاصة تلك المتخصصة في مكافحة الشغب لتقييد المظاهرات؟ هل كان ذلك بسبب الانقسام في الحزب الشيوعي نفسه؟ ام ان جهات خارجية دخلت في الموضوع؟ قيل ان الاتحاد السوفييتي ارسل مندوبا عسكريا تابع سير العمليات، لكنه لم يتدخل ولم تبرز الاحداث انه قام بأي دور لمنع ما كان يجري.
    الكثير من الاسئلة طرحت دون ان تجد اجوبة مقنعة الى اليوم، لكن الاكيد ان نهاية الحكم الشيوعي كانت فرصة لبداية جديدة للبلاد التي دخلت عهد الديموقراطية والتقارب مع اوروبا، فتشيكيا وسلوفاكيا اللتان افترقتا عام 1993 اصبحتا لاحقا عضوتين في الاتحاد الاوروبي وجزءا من العالم الغربي.
    كثيرون في التشيك سعداء اليوم بالانضمام الى اوروبا ويوافقون على نشر الدرع الصاروخية على اراضيهم، لكنهم لا يقارنون اوضاعهم الحالية وتلك السابقة بمقارنات من نوع «ابيض واسود» فكثير من مشاكلهم تم حلها كما وعدهم الغرب، لكن ظهرت مشاكل اخرى تجعلهم يحنون الى الماضي.
    ثورات الربيع (1)
    من صراع القوميات الذي تصاعد إلى حربين عالميتين، إلى صراع الأيديولوجيا الذي أدخل العالم في حرب باردة بين «الجبارين»، وصولا الى ما يسمى بعصر القطب الواحد والعولمة، شهد العالم ثورات وانتفاضات شعبية لن تُنسى لاسيما تلك التي اتسمت بالطابع السلمي.
    بعد انتصارها في الحرب الباردة واجهت الولايات المتحدة عمليات استهداف معادية من جماعات إسلامية سبق ان دعمتها أميركا في حربها الضروس ضد الاتحاد السوفييتي في افغانستان. وصلت حركة طالبان إلى السلطة في افغانستان عام 1994، ووفرت ملاذا آمنا لتنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن بين عامي 1988 و1989 أعلن حربه رسميا على الولايات المتحدة، وأولى عملياته البارزة كانت محاولة تفجير برج التجارة العالمي في 1993، ثم استهدف السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998، قبل أن ينفذ هجمات 11 سبتمبر التي كرست عمليا نظرية كان قد أطلقها استاذ العلوم السياسية صامويل هنتنجتون عام 1993 عن «صراع الحضارات» اعتبر فيها أنه بعد الحرب الباردة ستكون المواجهة الأعنف على أساس الحضارة، مستعرضا عددا من المواجهات المحتملة للحضارة الغربية مع الاسلام والحضارتين الصينية والاندوكية (الهندية).
    مسار الأحداث والصراع بين «القاعدة» والغرب أعطى النظرية زخما منقطع النظير ودارت نقاشات مطولة، غالبا ما كانت تنتهي إلى أن المجتمعات الإسلامية ممانعة بحضارتها وموروثاتها للديموقراطية، مستشهدين بالثورة الإيرانية التي لم تفض إلى ديموقراطية بمفهومها الغربي رغم سلميتها، واستبعد كثير من الخبراء وبينهم هنتنجتون أن يشهد العالم العربي ثورات شبيهة بتلك الثورات التي حررت دول أوروبا الشرقية قبل وبعد سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفييتي.
    رحل هنتنجتون عام 2008 قبل 3 سنوات من أحداث اجتاحت فجأة العالم العربي فيها الكثير من سمات الحركات التحررية والديموقراطية السلمية التي سبق ان شهدها الغرب بدءا من أحداث 1968 في فرنسا إلى ربيع براغ ثم سقوط الجدار، كما لم يشهد قبل وفاته أحداث النرويج في 22 يوليو 2011 والتي تؤكد أن اليمين المسيحي ليس بأقل تطرفاً من اليمين الإسلامي.
    ارجاء كثيرة من العالم العربي المسلم بغالبيته شهدت خروج ملايين الشباب إلى الشوارع بحماس منقطع النظير، بدأ في تونس وامتد الى دول أخرى تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» مستفيدين من ثورة التكنولوجيا القادمة من الغرب والإعلام الجديد الذي قدمته شبكة الإنترنت.
    قوبلت الثورات بترحيب غربي وبذلت الدول الغربية وسفاراتها جهودا كبيرة على غرار تلك التي بذلتها في نهاية الثمانينيات في أوروبا الشرقية.
    وحاولت مساعدة الثوار في أكثر من حالة كان أوضحها ليبيا على تشكيل سلطة مؤقتة بديلة تتولى المرحلة الانتقالية خلال وبعد سقوط النظام.
    بمناسبة ما أطلق عليه «الربيع العربي» نستعيد بالذاكرة بعض الثورات المشابهة في اوروبا والعالم خلال العقود الماضية منها الثورة المخملية في تشيكوسلوڤاكيا والثورة الوردية في جورجيا والبرتقالية في أوكرانيا وثورة التوليب في قيرغيزيا وثورة البلدوزر في صربيا وثورة الغناء في دول البلطيق، إضافة إلى بعض تجارب القرن الماضي في مجال النضال السلمي للحركات التحررية وصولا إلى الثورات العربية.


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 12:54 pm