صوت فيروز ينبعث من مذياع سيارة صديقي المغترب يبعث الحياة من جديد في جسدي ليعيدني إلى الواقع، وينتشلني من غرقي في بحر الذكريات، ها أنا في أوروبا مرة أخرى استكشف مدنا وأماكن جديدة، هذه المرة برفقة هذا الصديق الذي استقر به الحال منذ ثلاثين عاما في هذه البقاع، تزوج وأنجب ونسي جبال لبنان وصخرتها واستعاض عن كل ذلك بهذه الجبال الخضراء وهذه الطبيعة الخلابة..
سلوفاكيا التي اتجه نحوها تبعد نحو ستين كيلو مترا من الحدود النمساوية وبعد أقل من نصف ساعة عبرنا المركز الحدودي المهجور لنجد أنفسنا في الأراضي السلوفاكية التي هجر مركزها الحدودي أيضا، فتذكرت مأساة اجتياز مراكز الحدود بين المدن العربية، وتمنيت لو أن مراكز الحدود في وطننا العربي العتيد تهجر وتفتح كما فعل الأوروبيون، أليس ذلك مدعاة للشعور بالغيرة؟ إنهم مختلفون في كل شيء، في لغاتهم وفي تاريخهم الحافل بالحروب والأطماع لكنهم يتفقون على ضرورة تعميق اتحادهم لأنهم يؤمنون بأهمية الأرض التي يتشاركونها، ليكون بمثابة وحدة أوروبية تشكل كيانا واحدا عملاقا..
يتساقط علينا المطر بشكل متقطع وخفيف متناغم مع صوت فيروز فيجعل الجو ساحراً، بارداً، وعلى جانبي الطريق لا تزال الثلوج المتساقطة في الليلة الماضية تحيل المساحات الخضراء وحقول عباد الشمس إلى بياض ناصع ممل..
وعندما تذوب الثلوج في أعالي جبال «تترى» تشكل نهر «فاه» الذي يعبر الأراضي السلوفاكية ليصب في نهر الدانوب الأزرق، غير أن نهر فاه يجرف معه من أعالي الجبال رواسب طينية ومع وصوله إلى منطقة تدعى «بيشتاني» يتفرع منه جدول صغير فتتجمع الرواسب الطينية بين الجدول ومجرى النهر الرئيسي ما يشكل جزيرة صغيرة، انتبه إليها قبل حوالي مئة عام رجل أعمال فاشتراها وبنى عليها مصحة أقام فيها فرنا ضخما لتسخين الطين الذي يجرفه النهر ليستخدم كعلاج للروماتيزم ولأمراض العظام ولتنشيط الدورة الدموية، واكتشف لاحقا وجود مياه معدنية تنبع من تحت مياه الجدول، وبعد عدة بحوث تمكن من تطوير المصحة فأصبحت تعالج الجلطات والشلل النصفي وأمراض أخرى خاصة بالحركة والعظام بل وحتى تخفيض الوزن والمحافظة على الصحة، وأنشأت عدة منتجعات بعد ذلك لنفس الغرض مستفيدين من توفر الماء المعدني والطين، وتشكلت على ضفتي نهر «فاه» بلدة «بيشتاني» التي يصل عدد سكانها اليوم نحو أربعين ألفا، وفي المواسم يزورها نحو عشرين ألفا من السواح من مختلف أنحاء العالم للاستشفاء والاستجمام في هدوء البلدة المعزولة بين أحضان الطبيعة
http://www.alittihad.ae/details.php?id=91090&y=2010
سلوفاكيا التي اتجه نحوها تبعد نحو ستين كيلو مترا من الحدود النمساوية وبعد أقل من نصف ساعة عبرنا المركز الحدودي المهجور لنجد أنفسنا في الأراضي السلوفاكية التي هجر مركزها الحدودي أيضا، فتذكرت مأساة اجتياز مراكز الحدود بين المدن العربية، وتمنيت لو أن مراكز الحدود في وطننا العربي العتيد تهجر وتفتح كما فعل الأوروبيون، أليس ذلك مدعاة للشعور بالغيرة؟ إنهم مختلفون في كل شيء، في لغاتهم وفي تاريخهم الحافل بالحروب والأطماع لكنهم يتفقون على ضرورة تعميق اتحادهم لأنهم يؤمنون بأهمية الأرض التي يتشاركونها، ليكون بمثابة وحدة أوروبية تشكل كيانا واحدا عملاقا..
يتساقط علينا المطر بشكل متقطع وخفيف متناغم مع صوت فيروز فيجعل الجو ساحراً، بارداً، وعلى جانبي الطريق لا تزال الثلوج المتساقطة في الليلة الماضية تحيل المساحات الخضراء وحقول عباد الشمس إلى بياض ناصع ممل..
وعندما تذوب الثلوج في أعالي جبال «تترى» تشكل نهر «فاه» الذي يعبر الأراضي السلوفاكية ليصب في نهر الدانوب الأزرق، غير أن نهر فاه يجرف معه من أعالي الجبال رواسب طينية ومع وصوله إلى منطقة تدعى «بيشتاني» يتفرع منه جدول صغير فتتجمع الرواسب الطينية بين الجدول ومجرى النهر الرئيسي ما يشكل جزيرة صغيرة، انتبه إليها قبل حوالي مئة عام رجل أعمال فاشتراها وبنى عليها مصحة أقام فيها فرنا ضخما لتسخين الطين الذي يجرفه النهر ليستخدم كعلاج للروماتيزم ولأمراض العظام ولتنشيط الدورة الدموية، واكتشف لاحقا وجود مياه معدنية تنبع من تحت مياه الجدول، وبعد عدة بحوث تمكن من تطوير المصحة فأصبحت تعالج الجلطات والشلل النصفي وأمراض أخرى خاصة بالحركة والعظام بل وحتى تخفيض الوزن والمحافظة على الصحة، وأنشأت عدة منتجعات بعد ذلك لنفس الغرض مستفيدين من توفر الماء المعدني والطين، وتشكلت على ضفتي نهر «فاه» بلدة «بيشتاني» التي يصل عدد سكانها اليوم نحو أربعين ألفا، وفي المواسم يزورها نحو عشرين ألفا من السواح من مختلف أنحاء العالم للاستشفاء والاستجمام في هدوء البلدة المعزولة بين أحضان الطبيعة
http://www.alittihad.ae/details.php?id=91090&y=2010